(ح) وإذا كان المفرد العلم مبنيّا قبل النداء بقى على بنائه القديم فى اللفظ ، ولكن يطرأ عليه بناء جديد ، مقدر يجلبه النداء معه ـ طبقا للرأى الشائع من رأيين ، كما أسلفنا (١) ـ فكلمة مثل : «سيبويه» ـ وهى علم على إمام النحاة المشهور ـ مبنية قبل النداء على الكسر لزوما. فإذا نودى ، وقيل : يا سيبويه ، أحسن الله جزاءك ـ كانت كلمة «سيبويه» منادى مبنى على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره البناء الأصلى على الكسر ، فى محل نصب (٢) ...
ولهذا البناء الجديد المقدر أثره فى التوابع ، كالنعت وغيره ـ وستجىء الأحكام المفصلة الخاصة بتوابع المنادى (٣) ـ. فإذا جاء للمنادى تابع صح فى هذا التابع أن يكون فى مظهره الشكلى مرفوعا (٤) ؛ مراعاة صوريّة ـ غير حقيقية ـ للضم المقدر فى المنادى ، وجاز أن يكون منصوبا ؛ مراعاة لمحل هذا المنادى ؛ لأنه مبنى فى محل نصب ـ كما عرفنا ـ ولا يجوز مراعاة علامة البناء الأصلى التى ليست طارئة مع النداء. تقول يا سيبويه النحوىّ ؛ ببناء كلمة «النحوىّ» على الضم ـ رفعا صوريّا غير (٥) حقيقى ـ أو بنصبها مباشرة : باعتبارها معربة. ومثل هذا يقال فى كل علم مفرد لازم البناء فى أصله قبل مناداته ؛ سواء أكان بناؤه الأصلى اللازم على الكسر (ومنه : حذام ؛ رقاش ... علمين على امرأتين عند من يبنيهما) ـ أم على غير الكسر ؛ (مثل : حيث ـ كيف ـ أربعة عشر ، وأخواتها من الأعداد المركبة المبنية على فتح الجزأين. ـ نعم ... أعلام أشخاص) فيقال فى كل علم من هذه الأعلام : إنه مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره علامة البناء الأصلى (على الكسر ، أو على الضم ، أو على الفتح ، أو على فتح الجزأين ، أو على السكون) فى محل نصب فى كل ذلك.
ومثل هذا يقال فى العلم المعرب المنقول من جملة محكية ، مثل : «صنعت خيرا» علم على شخص ، فيقال : يا صنعت خيرا الشجاع ، فالمنادى ـ وهو : «صنعت خيرا» ـ مبنى على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره حركة الحكاية ، فى محل نصب. ويجوز فى النعت : (الشجاع) الرفع الصورىّ (٦) تبعا للفظ المنادى
__________________
(١ و ١) فى رقم ٦ من هامش ص ٩ ـ وانظر «الملاحظة» التى فى ص ١١ حيث تعرض الرأى الآخر المفيد.
(٢) ص ٣٩. الإجابة والبيان فى ص ٥١.
(٣ ، ٣) هل يقال لهذا اللفظ إنه مرفوع ، مع أن رفعه صورى ، وغير حقيقى؟ وما إعرابه؟ الإجابة والبيان فى ص ٥١.