قولك هذا الرجل دلالة على النار فضلا عن ان يكون فيه دلالة على كون المشار اليه جهنميا.
(ويجب ان يعلم ان ابا لهب انما استعمل ههنا) اى في الاية الكريمة (في الشخص) المعهود (المسمي به) اى بابي لهب الذى هو عم النبى (ص) (لكن لينتقل منه) اى من هذا الاسم (الى) انه (جهنمى كما ان طويل النجاد يستعمل في معناه الموضوع له لينتقل منه الى طول القامه) فكون ابا لهب كناية انما هو في هذه الصورة (و) اما اذا لم يستعمل في الشخص المسمى به بل استعمل في شخص اخر شبه ذلك الشخص المعهود في كونه كافرا معاندا جهنميا (كما لو قلت رايت اليوم ابا لهب واردت) شخصا اخر شبيها بالشخص المعهود في كونه (كافرا جهنميا) وذلك (لاشتهار ابي لهب بهذا الوصف) اى بكونه كافرا معاندا جهنميا فالاسم حينئذ (يكون استعارة).
لا كناية لانه حينئذ (نحو رايت حاتما) اذا اردت به شخصا جوادا لا الشخص المعهود المعروف المشهور بالجود والكرم.
(و) نحو رايت اسدا اذا اردت به رجلا شجاعا لا الحيوان المفترس المعهود ومن المعلوم ان ذلك استعارة و (لا يكون من الكناية في شىء فليتامل فان هذا المقام من مزال الاقدام) المزال جمع المزلة من الزلل.
قال الطريحي المزلة موضع الخطر والمزلة بكسر الزاى وفتحها بمعنى المزلقة اى موضع تزلق فيه الاقدام الى ان قال زل في منطقه