الفصل (ولهذا قدم) في التعريف (الوصل) على الفصل (لان الاعدام انما تعرف بملكاتها) مثلا يعرف العمى بعدم البصر عما من شانه البصر والبصر الملكة فكذا فيما نحن فيه فلذا عرف اولا الوصل ثم قال والفصل تركه (واما في صدر الباب فقد قدم الفصل لانه الاصل لانه عدمى والاصل في كل شيء العدم (والوصل طار) اى عارض عليه) اي على الفصل وليعلم ان العدم على قسمين ازلى واضافى والمراد هنا العدم الاضافي وذلك واضح.
(وانما قال عطف بعض الجمل على بعض دون ان يقول عطف كلام على كلام ليشمل الجمل التي لها محل من الاعراب) وهى على ما قاله ابن هشام سبع (وذلك لانهم) اي علماء العربية (وان جعلوا الكلام والجملة مترادفين لكن الاصطلاح المشهور على ان الجملة اعم من الكلام لان الكلام ما تضمن الاسناد الاصلى) لا التبعى بسبب التشبيه بالفعل (وكان) ذلك الاسناد (مقصودا لذاته) لا لغيره (والجملة ما تضمن الاسناد الاصلى سواء كان مقصودا لذاته اولا فالمصدر والصفات) اي اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة واسماء الافعال والظرف كما في الرضى ليست كلاما ولا جملة لان اسنادها ليس اصليا) بل على سبيل التشبيه بالفعل وقد تقدم بعض الكلام في ذلك في اواخر بحث يقديم المسند اليه (والجملة الواقعة خبرا او وصفا او حالا شرطا او صلة او نحو ذلك) من الجمل التي تقع موقع المفرد (جملة وليست بكلام لان اسنادها ليس مقصودا لذاته) فكل كلام جملة ولا ينعكس كما في الرضى.
(فاذا اتت جملة بعد جملة فالاولى اما ان يكون لها محل من