اشكال المسئلة انتهى.
(فان قلت الواو ايضا تفيد الجمع بين مضمون الجملتين في الحصول نصا لانك اذا قلت يضر زيد ينفع من غير واو احتمل ان يكون قولك ينفع رجوعا عن قولك يضر وابطالا له كذا في دلائل الاعجاز) ونحن نذكر نص كلامه لزيادة التوضيح قال اذا قلت هو يضر وينفع كنت قد افدت بالواو انك اوجبت له الفعلين جميعا وجعلته يفعلهما معا ولو قلت يضر ينفع من غير واو لم يجب ذلك بل قد يجوز ان يكون قولك ينفع رجوعا عن قولك يضر وابطالا له انتهى.
(قلت) اولا ان (هذا القدر) من الجمع بين مضمون الجملتين (مشترك بين الواو والفاء وثم) فلا يختص هذا المعنى بالواو (و) ثانيا ان (الجمل المشتركة فى مجرد الحصول غير متناهية فتمييز ما يحسن فيه العطف عما لا يحسن هو الذى يسكب فيه العبرات) وذلك لصعوبة ذلك التمييز وخفائه.
قال الشيخ فى اول باب الفصل والوصل اعلم ان العلم بما ينبغي ان يصنع فى الجمل من عطف بعضها على بعض او ترك العطف فيها والمجيىء بها منثورة تستانف واحدة منها بعد اخرى من اسرار البلاغة ومما لا يتاتى لتمام الصواب فيه الا للاعراب الخلص والاعراب طبعوا على البلاغة واتوا فنا من المعرفة في ذوق الكلام وهم بها افراد وقد بلغ من قوة الامر في ذلك انهم جعلوه حدا (يعنى معرفا) للبلاغة فقد جاء من بعضهم انه سئل عنها فقال معرفة الفصل من الوصل ذلك لغموضه ودقة مسلكه وانه لا يكمل لاحراز الفضيلة فيه احد الا كمل لسائر معاني البلاغة انتهى.
(والا اي وان لم يقصد ربط الثانية بالاولى على معنى عاطف