سوى الواو فان كان للاولى حكم لم يقصد اعطائه) اي اعطاء ذلك الحكم (للثانية فالفصل واجب لئلا يلزم من الوصل) اي من العطف (التشريك في ذلك الحكم) الذي للجملة الاولى (نحو (وَإِذا خَلَوْا) إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) فالجملة الاولى اعني قالوا لها حكم في هذه (الاية) وهو كونها مقيدة بالظرف اعني (إِذا خَلَوْا) بمعنى انهم انما يقولون انا معكم في وقت خلوتهم بشياطينهم لا في وقت حضور اصحاب رسول الله (ص) فلذلك لم (يعطف) الجملة الثانية اعني ((اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) على (قالُوا) لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف لما مر) غيره مرة ولا سيما في باب القصر (من ان تقديم المفعول ونحوه من الظرف وغيره يفيد الاختصاص) والحصر (فليزم ان يكون استهزاء الله بهم وهو ان خذلهم وخلاهم وما) اي مع ما (سولت) اي زينت (لهم انفسهم) حالكونه تعالى مستدرجا اياهم من حيث لا يشعرون مختصا بحال خلوهم الى شياطينهم وليس كذلك بل هو اي استهزاء الله (متصل لا انقطاع له بحال) من الاحوال سواء خلوا الى شياطينهم ام لم يخلوا اليهم.
(فان قلت لا نسلم ان اذا فى الاية ظرفية بل شرطية) وفي العامل فيها اقوال ذكرت في النحو (وبعد تسليم ان العامل فى اذا الشرطية هو الجزاء) وهو في الاية (قالُوا) (فلا نسلم ان مثل هذا التقديم) اي تقديم اذا الشرطية وسائر ادات الشرط (يفيد الاختصاص بل هو) اي التقديم (لمجرد تصدر الشرط كالاستفهام) وسائر ماله التصدر (ولو سلم) ان مثل هذا التقديم يفيد الاختصاص (فلا نسلم ان العطف على مقيد بشيىء) كالعطف على (قالُوا) في الاية المقيد باذا (يوجب تقييد المعطوف) ك (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) في الاية (بذلك