وقال رائدهم ارسوا نزاولها |
|
فكل حتف امرء يجري بمقدار |
(الرائد الذى يتقدم القوم لطلب الماء والكلاء) للنزول عليه ولا يكون الا عريفهم ويسمى عند بعض الاعاجم سر قافله وعند بعضهم جاووش (وارسوا اي اقيموا) بهذا المكان للحرب وهو ماخوذ (من ارسيت السفينة اى حبستها) في البحر (بالمرساة) وهي حديدة ذات رؤوس متعدة وتسمى بالفارسية لنگر تلقى في الماء متصلة بالسفينة فتقف وقد تطلق المرساة بفتح الميم على البقعة التي رست فيها السفينة (نزاولها اي نحاولها) اى نحتال لها ونعالجها (والضمير للحرب) لانها مونث سماعي (اى قال رائد القوم ومقدمهم اقيموا) في هذا المكان الملائم للحرب (نقاتل فان موت كل نفس يجرى بمقدار الله وقدره) لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون (لا الجبن ينجيه) من الموت (ولا الاقدام يرديه) اى يهلكه ولذلك قال امام الموحدين عليه صلوات المصلين على ما نسب اليه.
اي يومين من الموت افر |
|
يوم ما قدر ام يوم قدر |
(وقيل الضمير للسفينة) فالمعنى قال رائد القوم للملاحين ارسوها اى السفينة ولا تجروها لكى نعالجها اى نصلحها ونسوي ما عيب وفسد منها (وقيل) الضمير (للخمر) وفي كلا القولين تكلف وهو ان يقال المعنى على القول الاول انهم اى القوم عجلوا ليخرجوا من السفينة لخوفهم من الغرق فلم يقيموا ولم يتوقعوا لمحة لمعالجة السفينة وعلى المعنى الثاني للاشتغال بشرب الخمر ومعلوم ان المصراع الثاني لا يناسب هذا المعنى كذا قيل فتامل (والوجه) الصحيح غير المتكلف فيه (ما ذكرنا) من كون الضمير للحرب لان المصراع الثاني يلائمه