ما ذكرنا اشار بقوله وهذا على تقدير الخ (وههنا وجوه اخر) قد ذكرنا اكثرها لكنها (خارجة عن المقصود) اذا المقصود من تلك الوجوه ههنا كما ياتي جعل المبتدء ذلك الخبر الكتاب ليصير جملة مستقلة لا محل لها من الاعراب وكذلك لا ريب فيه كما ينبه على ذلك قوله (فانه لما بولغ) اي وقع المبالغة (في وصفه اي وصف الكتاب والباء) المعدية (في قوله ببلوغه متعلق بوصفه اي) وقعت المبالغة (في ان وصف) الكتاب (بانه بلغ الدرجة القصوى) اي البعدى اى المنتهى (في الكمال) حاصله ان وصف الكتاب بانه بلغ في الكمال الى انتهاء درجات الكمال ورفعة الشان.
(وبقوله بولغ تتعلق الباء) السببية (في قوله بجعل) فيصير حاصل المعنى فانه لما وقعت المبالغة في الوصف المذكور بسبب جعل (المبتدء) لفظ (ذلك و) بسبب (تعريف الخبر) يعني الكتاب (باللام وذلك لما مر) في الباب الثاني (من ان تعريف المسند اليه با) سم (الاشارة يدل على كمال العناية يتمييزه و) مر ايضا هناك (انه ربما يجعل بعده) المدلول عليه باللام في اسم الاشارة (ذريعة) اى وسيلة (الى تعظيمه وبعد درجته).
(و) ايضا قد حصلت المبالغة بتعريف الخبر فانه قد مر ايضا (ان تعريف المسند باللام يفيد الانحصار) اما (حقيقة نحو الله الواجب) الوجود (او مبالغة نحو حاتم الجواد) اي لا جواد الا حاتم اذ جود غيره بالنسبة الى جوده كالعدم (فمعنى (ذلِكَ الْكِتابُ) انه) اى القران (الكتاب الكامل) في الهداية (كان ما عداه من الكتب) السماوية (في مقابلته ناقص) في الهداية بل ليس بكتاب ولو كان في