معناها (كالسين وسوف) فانهما تخصصان المضارع بالاستقبال لكن لا لاجل خصوصية فى معناهما بل لاجل نفس ما لهما من المعنى كما يظهر ذلك من قول النحويين فيهما حرف تنفيس اى حرف توسيع.
(فلا يصح هل تضرب زيدا وهو اخوك كما يصح) على ما صرح به ابن الحاجب (اتضرب زيدا وهو اخوك يعني انه لا يصح استعمال هل لانكار الفعل الواقع (في) زمان (الحال) وذلك للتدافع بين زمان الحال والاستقبال والانكار ههنا (بمعنى انه) اي الفعل الواقع كالضرب في المثال (لا ينبغي ان يقع) لا بمعنى الحكم بعدمه كما في قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وبعبارة اخرى المراد من الانكار هنا الانكار التوبيخي وهو كما في المغنى يقتضي ان ما بعدها واقع وان فاعله ملوم لا الانكار الابطالى وهو كما فيه يقتضي ان ما بعدها غير واقع وان مدعيه كاذب.
(كما يصح استعمال الهمزة فيه) اي في انكار اثبات الفعل الواقع في زمان الحال (وذلك) اى عدم صحة المثال الاول (لان هل تخصص المضارع بالاستقبال فلا تصلح لانكار الفعل الواقع في) زمان (الحال فعلم) من هذا البيان (ان التقييد) اي تقييد المثال في الصورتين (بقوله وهو اخوك ليكون قرينة على ان المراد الضرب الواقع في الحال) لان المتبادر عرفا ان الاخوة ثابتة في زمان الحال فكذا الضرب لان الحال قيد لعاملها والاصل اتحاد زمان القيد والمقيد (لا الاستفهام عن وقوع الضرب الواقع في المستقبل) إذ لا معنى للاستفهام عن وقوع الضرب المقارن لكون المضروب اخا (وقد صرح السكاكي بذلك) اي بكون التقييد بقوله وهو اخوك قرينه لما ذكر (وقال) ما هذا