ينطلق زيد) يعني الاصل الذى هو ادخالها على الفعل وذلك لان غير البليغ غافل عن اعتبار اللطائف والخواص الزائدة على اصل المراد ولذلك الحق كلامه كما صرح في آخر المقدمة باصوات الحيوانات التي تصدر من محالها بحسب ما يتفق من غير اعتبار اللطائف والاعتبارات الزائدة على اصل المراد (فكان الاولى به) اي بغير البليغ (ان يدخله) اي هل (على الفعل كما هو اصله).
قال في المفتاح ولكون هل ادعى للفعل من من الهمزة لا يحسن هل زيد منطلق الا من البليغ كما لا يحسن نظير قوله ليبك يزيد ضارع لخصومة من كل احد على ما سبق في موضعه وقال عند الكلام في قوله ليبك يزيد الخ ان هذا التركيب متى وقع موقعه رفع شأن الكلام في باب البلاغة الى حيث يناطح السماك وموقعه ان يصل من بليغ عالم بجهات البلاغة بصير بمقتضيات الاحوال ساحر في اقتضاب الكلام ماهر في افانين السحر الى بليغ مثله مظلع من كل تركيب على حاق معناه وفصوص مستتبعاته فان جوهر الكلام البليغ مثله مثل الدرة الثمينة لا ترى درجتها تعلو ولا قيمتها تغلو ولا تشتري بثمنها ولا تجري في مساومتها على سننها ما لم يكن المستخرج لها بصيرا بشأنها والراغب فيها خبيرا بمكانها وثمن الكلام ان يوفي من ابلغ الاصفاء واحسن الاستماع حقه وان يتلقى من القبول له والاعتزاز باكمل ما استحقه ولا يقع ذلك ما لم يكن السامع عالما بجهات حسن الكلام ومعتقدا بان المتكلم تعمدها في تركيبه للكلام عن علم منه.
فان السامع اذا جهلها لم يميز بينه وبين ما دونه وربما انكره وكذلك اذا اساء بالمتكلم اعتقاده ربما نسبه في تركيبه ذاك الى الخطأ