(فظهر) مما ذكرنا في شرح قوله فالهمزة لطلب التصديق الى هنا (ان كلمات الاستفهام) المذكورة في المتن (بعضها مختص بطلب التصديق) فقط (كهل وبعضها مختص بطلب التصور) فقط (كسائر اسماء الاستفهام وبعضها مشترك بينهما) اي بين التصور والتصديق (كالهمزة فانها تجيىء لطلب التصور والتصديق لعرافتها) اي لاصالتها (في الاستفهام) لانها موضوعة له وسائر الكلمات اسماء موضوعة لمعانيها التي بيناها انفا تضمت معنى الهمزة واما هل فقد تقدم انها كانت فى الاصل بمعنى قد ثم تطفلت على الهمزة في الاستفهام.
(ولهذا) اي ولعراقة الهمزة في الاستفهام (يجوز ان يقع بعد ام) التي للاضراب كما في المغنى (سائر كلمات الاستفهام سوى الهمزة كقوله تعالى (هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) وقوله (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ) وقوله (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقول الشاعر)
انى جزوا عامرا سوء بفعلهم |
|
ام كيف يجزونني السوىء من الحسن |
(ام كيف ينفع ما تعطى العلوق به |
|
(رئمان انف اذا ما ضن باللبن) |
وللبيت حكاية ذكرها في المغنى في بحث ام (وام ههنا) اي في كل موضع وقع قبل كلمات الاستفهام (بمعنى بل) الاضرابية (التي تكون للانتقال من كلام الى) كلام (اخر من غير اعتبار استفهام كقوله تعالى) حكاية عن فرعون (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ).
قال في المغنى ومعنى ام المنقطعة الذى لا يفارقها الاضراب ثم تارة تكون له مجردا وتارة تضمن مع ذلك استفهاما انكاريا او استفهاما طلبيا فمن الاول هل يستوى الاعمى والبصير ام هل تستوى الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء اما الاولى فلانه لا يدخل الاستفهام على الاستفهام واما