فعل نحو (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) اي على اي حال شئتم ومن اى شق اردتم بعد ان يكون الماتي موضع الحرث) اي التناسل والتوالد وللفقهاء في المقام كلام ليس هنا محله وسياتي الكلام فيه في بحث الاطناب مستقصى انشاء الله تعالى (ولم تجىء انى زيد بمعنى كيف هو) كانه تعريض على المصنف او تقييد لكلامه فتامل.
(و) تستعمل تارة (اخرى بمعنى من اين نحو) قوله تعالى حكاية عن زكريا ((أَنَّى لَكِ هذا) اي من اين لك هذا الرزق الآتى كل يوم) لانه عليهالسلام كان يجد عند ما فاكهة الشتاء في الصيف وعكسه وليس المراد من السؤال المكان ولا كيف لك هذا بل الجهة بدليل انها عليهاالسلام (قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) فراجع القرآن قال في المصباح انى استفهام عن الجهة تقول انى يكون هذا اي من اي وجه وطريق انتهى (وقوله تستعمل اشعار بانه يحتمل ان يكون مشتركا بين المعنيين) اي معنى كيف ومعنى من اين وذلك بناء على ما ذهب اليه بعض الاصوليين ومنهم السيد علم الهدى من ان الاستعمال دليل على الحقيقه (وان يكون في احدهما حقيقة وفي الآخر مجازا) وهذا بناء على ما ذهب اليه الاكثر من ان الاستعمال اعم (وايضا قد ذكر بعض النحاة) يعني الرضى (ان انى بمعنى اين الا انه في الاستعمال يكون مع من ظاهرة كما في قوله من انى عشرون لنا اي من اين او مقدرة كقوله تعالى (أَنَّى لَكِ) اي من انى اي من اين فقال المصنف انه قد يستعمل بمعنى من اين سواء كان ذلك من جهة اضمار من او بدونه) اي بدون اضمار من فالحاصل ان في كلامه اشعار على ان انى بمعنى من اين سواء قلنا باضمار من ام لم نقل به.