فهما متساويان لا فرق بينهما في ذلك فلا فضل عندي لاحدهما على الاخر [او لان نهاري يظلم في عيني لازدحام الهموم] على مثل ازدحامها في الليل لانه [فليس الغرض] من الامر اي قوله انجلي [طلب الانجلاء من الليل لانه] اي الليل [لا يقدر على ذلك] لانه بيد الله عزوجل [لكنه يتمنى ذلك] الانجلاء ابتداء [تخلصا عما غرض له في الليل من تباريح الجوي] التباريح بالحاء المهملة الشدائد مفرده التبريح بمعنى الشدة والجوي بالجيم الحرقة من حزن او عشق ويقال له بالفارسية [سوزش] واليه اشار الشاعر الفارسي بقوله :
وعده وصل چون شود نزديك |
|
اتش عشق تيزتر گردد |
وقريب من هذا قوله [ولو اعج الاشواق] يقال هوى لاعج لحرقة الفؤاد من الحب فان قلت حمل المثال على الترجي اولى من حمله على التمني لانه قد سبق انه يشترط في التمني ان يكون المتمني محالا او ممكنا لا طماعية فيه ولا توقع قلت [ولاستطالته تلك الليلة] اي لكون تلك في نظره طويلة [كانه] اي الشاعر [لا يرتقب انجلائها وليس له طماعية فيه] اي في الانجلاء [ولا توقع] اي ولا انتظار في حصول الانجلاء فاشبه المحالات والممكنات التي لا طماعية فيها ولا توقع [فلهذا يحمل على التمني دون الترجي] لان الترجي انما يكون في الممكن الذي يطمع في وقوعه ويتوقع حصوله عادة.
فان قلت قد سبق ان التمني من اقسام الطلب وعرفه بانه طلب حصول شيء على سبيل المحبة فصيغة الامر اذا استعملت في التمني كانت مفيدة لطلب الفعل فكيف جعله من القسم الاول وهو ان لا يكون لطلب الفعل اصلا.