(بخلاف قولنا اين بيتك اضرب زيدا في السوق اذ لا معنى لقولنا ان تعرفينه) اي ان تعرفني بيتك (اضرب زيدا في السوق) اذ لا توقف لضربه في السوق على معرفة البيت اللهم الاعلى وجه بعيد وهو ارادة جعل البيت ملجاء ومفرا بعد الضرب فتامل.
(واما قوله تعالى (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) فلان الشرط) سواء كان مذكورا او مقدرا كما في الاية (لا يلزم ان يكون علة تامة لحصول الجزاء بل يكفى في ذلك توقف الجزاء عليه) اي على الشرط (وان كان) الجزاء (متوقفا على شيء اخر نحو ان توضأت صح صلوتك) فانه من المعلوم ان صحة الصلوة تتوقف على امور كثيرة اخرى غير الوضوء فلا يرد ما يقال من ان اقامة الصلوة لا يكون مسببة من قوله (ص) اذ كثيرا ما تكون متخلفة عنه فالمذكور بعد الامر اعني يقيموا لا يصلح جزاء له فكيف الجزم.
واعلم ان هذه الاية معركة الاراء بينهم قال ابن هشام في حرف اللام والجمهور على ان الجزم فى الاية مثله في قولك ائتني اكرمك وقد اختلف في ذلك على ثلثة اقوال احدها للخليل وسيبويه انه بنفس الطلب لما تضمنه من معنى ان الشرطية كما ان اسماء الشرط انما جزمت لذلك
والثاني للسيرافي انه بالطلب لنيابته مناب الجازم الذي هو الشرط المقدر كما ان النصب بضربا في قولك ضربا زيدا لنيابته عن اضرب لا لتضمنه معناه.
والثالث للجمهور انه بشرط مقدر بعد الطلب وهذا ارجح من الاول لان الحذف والتضمين وان اشتركا في انهما خلاف الاصل لكن في التضمين يغير معنى الاصل ولا كذلك الحذف وايضا فان تضمين