نظير ما تقدم في بحث تعريف المسند اليه بالاشارة من انه قد يستعمل اسم الاشارة الموضوع للبعيد لتحقير المسند اليه بالبعد كما يقال ذلك اللعين فعل كذا تنزيلا لبعده عن ساحة عز الحضور والخطاب وسفالة محله منزلة بعد المسافة.
(وقد يستعمل صيغته اي صيغة النداء في غير معناه وهو) اي معناه (طلب الاقبال) واما غير معناه فهو (كالاغراء) وهو في الاصطلاح كما قال السيوطى الزام المخاطب العكوف على ما يحمد العكوف عليه من مواصلة ذوى القربى والمحافظة على العهود ونحو ذلك والمراد منه ههنا الحث والترغيب على الشيء كما (في قولك لمن اقبل) عليك حالكونه (يتظلم) اي يشتكي ظلم احد عليه ويظهر (يا مظلوم فانه ليس لطلب الاقبال لكونه حاصلا وانما الغرض اغرائه) وحثه (على زيادة التظلم وبث) قال في المصباح بث الرجل الحديث اذاعه ونشره انتهى فالمراد ههنا نشر (الشكوى) من الظالم الذى ظلمه.
(و) مثل الاختصاص في قولهم انا افعل كذا ايها الرجل فان قولنا ايها الرجل اصله تخصيص المنادى يطلب اقباله عليك) وبعبارة اخرى اصل ايها الرجل ان يستعمل مع حرف النداء لتخصيص المنادى بطلب اقباله عليك لان لفظة اي وضعت وصلة لنداء المعرف باللام كما قال الناظم.
وايها مصحوب ال بعد صفة |
|
يلزم بالرفع لدى ذى المعرفة |
(ثم جعل مجردا عن طلب الاقبال ونقل الى تخصيص مدلوله من بين امثاله بما نسب اليه) من اكرام الضيف ونحوه مما ياتي في الامثلة الآتية والحاصل ان المراد بايها الرجل في قولهم انا افعل كذا