اللافظ) وانما خصصها بالمسموع من وراء الجدار ليظهر دلالة اللفظ فان وجود اللافظ المشاهد يعلم بالحس فتحصل من مجموع ما ذكرنا ان الدلالة على قسمين الاول الدلالة الغير اللفظية وهي ثلاثة اقسام لانها اما عقلية صرفة بحيث لا يمكن تغيرها كدلالة الاثر على المؤثر وكدلالة التغير على الحدوث وكدلالة الدخان على النار واما طبعية بان يكون الربط بين الذال والمدلول بمقتضى الطبع كدلالة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل وكدلالة الاشارة المخصوصة بالرأس على معنى نعم او على معنى لا وكدلالة الخطوط والعقد والنصب.
والثاني الدلالة اللفظية وهي ثلاثة اقسام ايضا لانها اما عقلية صرفة بان لا يمكن تغيرها كدلالة اللفظ المسموع من وراء الجدار مهملا كان او مستعملا على وجود لافظة او حياته واما طبيعية بان يكون الربط بين اللفظ الدال ومدلوله يقتضيه الطبع كدلالة اح اح على الوجع او إلتحسر وفي ضبط هذه اللفظة اقوال وكذا في مدلولها لا يهمنا نقلها واما وضعية بان يكون الربط بين اللفظ الدال ومدلوله بالوضع كدلالة لفظ الاسد على الحيوان المفترس (والمقصود بالنظر) والبحث (ههنا هي) الدلالة اللفظية الوضعية اي (التي يكون للوضع مدخل فيها) دون الطبيعية والعقلية (لعدم انضباط الطبعية والعقلية لاختلاف الطبايع) فرب ذي طبع يصدر منه اح اح من دون وجع ولا تحسر (و) كذلك (الافهام) فرب ذي فهم لا يدرك من اللفظ وجود اللافظ او حياته لذهوله او ابتلائه بالاوهام.
فان قلت اذا كان المقصود بالنظر والبحث ههنا ما يكون للوضع مدخل فيها فلم لم يقيد المصنف قوله دلالة اللفظ بذلك اي بالوضع قلت (وانما ترك المصنف التقييد بالوضع لوضوحه ركون سوق كلامه) فيما يأتي (في