الاحتيال فيه نحو اكتسب والفرق بينه وبين كسب ان ذلك تحصيل شيء على أي وجه كان بخلاف الاكتساب ولهذا قال عز من قائل لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت تنبيها على ان الثواب انما يرجى على أي فعل حسن كان وان كان صدر عنه على سبيل الاتفاق والعقاب لا يكون الا على منهى عنه بولغ في ارتكابه وانسد طريق الاعتذار عنه انتهى.
قال المحشى معنى الكسب تحصيل الشيء على أي وجه كان ومعنى الاكتساب المبالغة والاعتمال فيه و
من ذلك قوله تعالى (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) وفيه تنبيه على لطف الله تعالى بخلقه فأثبت لهم ثواب الفعل على أي وجه كان ولم يثبت عليهم عقاب الفعل الا على وجه المبالغة والاعتمال فيه.
قال الزمخشري لما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة اليه وامارة به كانت في تحصيله اعمل واجد فجعلت لذلك مكتسبة فيه ولما لم تكن في باب الخير كذلك لفتورها في تحصيله وصف بما لا دلالة على الاعتمال والتصرف انتهى.
(او من نوعين عطف على) على ما سبق اعني (قوله من نوع والقسمة) الثنائية العقلية (تقتضي ان يكون هذا ثلاثة اقسام اسم مع فعل واسم مع حرف وفعل مع حرف لكن الموجود) من هذه الاقسام الثلاثة في الكلام البليغ (هو) القسم (الاول) اي اسم وفعل (فقط نحو قوله تعالى (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ)) اي ضالا فهديناه (فأن الموت) المعتبر في ميتا (والاحياء) الدال على الحياة مما يتقابلان في الجملة) حسبما مر بيانه آنفا (وقد ذكر الاول) يعني الموت (بالاسم والثاني) يعني الاحياء (بالفعل) المعتبر فيه الحياة.