(وهو اي الطباق ضربان) احدهما (طباق الايجاب) وهو ان يكون اللفظان المتقابلان معناهما موجبا (كما مر) في الامثلة المتقدمة (و) ثانيهما (طباق السلب وهو ان يجمع بين فعلي مصدر واحد احدهما مثبت والآخر منفي او احدهما امر والاخر نهي) فان الامر يدل على طلب الفعل والنهي على طلب الكف عن الفعل والفعل والكف متضادان فيكون التقابل باعتبار الكف والفعل لا باعتبار مصدر الفعلين لاتحاده فيهما وانما جعل هذا من تقابل السلب والايجاب لان المطلوب في احدهما كما يأتي سلب من حيث المعنى وفي الاخر ايجاب كذلك (فالاول) وهو ما كان احدهما مثبتا والاخر منفيا (نحو قوله تعالى (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ظاهرا من الحياة الدنيا) فان العلم الاول منفي والثاني مثبت وفيهما تقابل في الجملة اي باعتبار النفي والاثبات مع قطع النظر عن خصوصية العلم لا مطلقا لان المنفى علم ينفع في الاخرة والمثبت علم لا ينفع فيها فلا تنافي بينهما مع هذه الخصوصية.
(والثاني) وهو ان يكون احدهما امرا والاخر نهيا (نحو (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)) هذه الآية نظير الاية المتقدمة اذ من المعلوم أن الخشية ليست مامورا بها ومنهيا عنها من جهة واحدة بل من جهتين كما في الاية المتقدمة فقد امر بها باعتبار كونها لله تعالى ونهى عنها بأعتبار كونها للناس فالتنافي بينهما انما هو في الجملة اي باعتبار المتعلق مع قطع النظر عن الخصوصية لا مطلقا لان المأمور بها الخشية لله والمنهي عنها الخشية للناس فتأمل.
(ومن) اقسام (الطباق ما سماه بعضهم تدبيجا من دبج المطر الارض) اذا سقاها فانتت ازهارا مختلفة كذا في المصباح ومن ذلك يعرف