واحدهما وهو الرحمة له تعلق السببية اي كون الرحمة مسببة عن اللين ويحتمل ان يقال ان الشدة لها تعلق بمقابل الرحمة وهو الفظاظة وعدم الانعطاف لان عدم الانعطاف لازم للشدة التي هي حالة قلبية توجب الانعطاف على مستحقة.
ولا يذهب عليك ان اصل الشدة واللين في المحسوسات وقد تقدم في الفن الثاني ان الشدة فيها الصلابة واللين فيها ضدها وهي صفة تقتضي صحة الغمز الى الباطن والنفوذ فيه والشدة بخلافها.
(ونحو قوله تعالى (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) فان ابتغاء الفضل) اي الكسب والاشتغال بأمور المعاش (وان لم يكن مقابلا للسكون لكنه يستلزم الحركة المضادة للسكون) ومن هنا قيل بالفارسية (از تو حركت از ما بركت) نقلا عن الله تعالى (ومنه) اي من القسم الاول من الملحق بالطباق (قوله تعالى (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) لان اذخال النار يستلزم الاحراق المضاذ للاغراق) لاستلزام احدهما توقد النار والاخر اطفائها.
(والثاني) مما يلحق بالطباق (الجمع بين معنيين غير متقابلين) ولا يتعلق احدهما بما يقابل الآخر وبهذا فارق ما قبله اعني القسم الاول من الملحق (عبر عنهما بلفظين يتقابل معنياهما الحقيقيان نحو قوله أي قول دعبل) بكسر الدال والياء وسكون العين ويجوز فتحها ايضا على قول (لا تعجبي يا سلم) ترخيم سلمى او المراد يا سالمة من العيوب فهو من باب زيد عدل اي عادل (من رجل يعني نفسه) عبر عن نفسه باسم الظاهر لاجل ان يتمكن من الوصف بالجملة (ضحك المشيب برأسه) المشيب والشيب عبارة عن بياض الشعر (اي ظهر ظهورا تاما فبكى ذلك الرجل) بسبب قرب الموت او بسبب تاسف مضى الشباب من دون اياب