(فانه لا تقابل بين البكاء وظهور المشيب) بل بينهما كمال المناسبة (لكنه عبر عن ظهور المشيب) على سبيل المجاز (بالضحك الذي يكون معناه الحقيقي مضادا لمعنى البكاء ويسمى) هذا القسم (الثاني ايهام التضاد) بخلاف القسم الاول فانه ليس له اسم خاص بل هو عام وهو ملحق بالطباق (لان المعنيين المذكورين) في هذا القسم يعني البكاء وظهور المشيب (وان لم يكونا متقابلين حتى يكون التضاد حقيقيا لكنهما قد ذكرا بلفظين) يعني لفظ البكاء ولفظ الضحك (يوهمان بالتضاد نظرا الى الظاهر) اي ظاهز اللفظين المذكورين (والحمل) اي حمل اللفظين المذكورين (على الحقيقة) التي ليست مرادة وحقيقة الضحك عبارة عن هيئة للفم معتبرة من ابتداء حركة وانتهاء الى شكل مخصوص واما البكاء فمعناه الحقيقي ظاهر.
(ودخل فيه أي في الطباق بالتفسير الذي سبق) وهو الجمع بين امرين متقابلين ولو في الجملة او امور كذلك (ما يختص باسم المقابلة الذي جعلها السكاكي وغيره قسما برأسه من المحسنات المعنوية وهي أن يؤدي بمعنيين متوافقين) اي غير متقابلين وسيصرح بذلك (او أكثر اي بمعان متوافقة ثم) يؤتي (بما يقابل ذلك أي ثم يوتي بما يقابل المعنيين المتوافقين او المعاني المتوافقة على الترتيب) أي يكون ما يؤتى به ثانيا على ترتيب ما اتى به اولا بحيث يكون الاول للاول والثاني للثاني وهكذا فهو نظير ما يأتي من اللف والنشر (فيدخل في الطباق لانه حينئذ يكون جمعا بين معنيين متقابلين في الجملة) او بين معان كذلك.
(والمراد بالتوافق) كما اشرنا سابقا (خلاف التقابل لا ان يكونا متناسبين ومتماثلين فان ذلك غير مشروط كما يجيء من الامثلة) فيشمل هذا القسم الخلافين كالانسان والحمار والمتناسبين كما يأتي في مراعاة