النظير والمتماثلين في اصل الحقيقة كمصداق الكاتب والانسان.
(ثم يخص به) اي بهذا القسم الذي يختص باسم المقابلة (اسم المقابلة بالاضافة الى العدد الذي وقع عليه المقابلة مثل مقابلة الاثنين بالاثنين نحو قوله تعالى (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً)) فانه (اتى) أولا (بالضحك والقلة المتوافقين ثم) اتى (بالبكاء والكثرة المتقابلين لهما) ثانيا (ومقابلة الثلاثة بالثلاثة نحو قوله اي قول ابي دلامة) :
ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا |
|
واقبح الكفر والافلاس بالرجل |
فانه اي الشاعر (قابل الحسن والدين والغنى بالقبح والكفر والافلاس) أي جعل الثلاثة الاولى مقابلة للثلاثة الاخيرة (على الترتيب) وذلك ظاهر.
(ومقابلة الاربعة بالاربعة نحو قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)) هذه افعال اربعة (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) وهذه اربعة اخرى فوقع كل واحد من هذه الافعال الاربعة في مقابل واحد من تلك الافعال الاربعة.
(ولما كان التقابل في الجميع ظاهرا الا مقابلة الاتقاء والاستغناء) فان التقوى اما ان تفسر برعاية اوامر الله تعالى ونواهية والاعتناء بها خوفا منه تعالى او محبة فيه او تفسير بنفس خوف الله او محبته الموجب كل منهما لتلك الرعاية واما الاستغناء فان كان معناه عدم طلب المأل لكثرته فلا يقابل التقوى بذلك المعنى وان كان معناه عدم طلب الدنيا للقناعة فكذلك وان كان شيئا آخر فمعه خفاء (بينه بقوله والمراد باستغنى انه زهد فيما عند الله) من الثواب الاخروي فصار بتركه طلبه (كأنه مستغن عنه اي عما عند الله تعالى) اي لا يحتاج اليه لو كان له ميز وذلك ان العاقل لا يترك طلب شيء الا ان كان مستغنيا عنه فعبر بالاستغناء عن