والتكذيب فعلى هذا) الذي قاله السكاكي (لا يكون بيت ابي دلامة من المقابلة لانه اشترط في الدين والدنيا الاجتماع ولم يشترط في الكفر والافلاس ضده) أي ضد الاجتماع اي الافتراق.
وليعلم ان المراد بالشرط ههنا مطلق التقيد والتعلق لا الشرط المعروف لان التيسير والتعسير المذكورين في الآيتين ليسا شرطين وانما هما امران اشترك في كل منهما امور متوافقة.
(ومنه أي من المعنوي مراعاة النظير ويسمى التناسب والتوفيق أيضا و) يسى (الايتلاف والتلفيق ايضا) ويعرف وجه التسمية بكل واحد من هذه الاسماء بقوله (وهي جمع امر وما يناسبه) لكن يجب ان (لا) يكون المناسبة بينهما (بالتضاد) بل بالتوافق في الشكل او في ترتب بعض على بعض او في الادراك أو في شيء مما يشبه من ذلك كما يظهر من الامثلة الاتية (والمناسبة بالتضاد ان يكون كل منهما مقابلا للاخر وبهذا القيد يخرج الطباق) لانه كما مر الجمع بين متضادين اي معنيين متقابلين في الجملة (وذلك) الجمع المسمى بمراعاة النظير (قد يكون بالجمع بين الامرين نحو (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)) أي يجريان بحساب معلوم المقدار في قطعها للابراج الاثنى عشر المعروفة والدرجات الفلكية لا يزيدان عليه ولا ينقصان فالشمس نقطع الفلك ذلك تقدير العزيز العليم.
(وقد يكون بالجمع بين ثلثه امور نحو قوله اي قؤل البحتري في الابل (المهزولة (كالقسي) جمع قوس (المعطفات اي المنحنيات) مأخوذ (من عطف العود) من باب التفعيل (وعطفه) اي من الثلاثي المجرد وفي الصورتين معناه (حناه) وهو صفة كاشفة للقسي او صفة مؤكدة له اذ لا يكون القوس الا كذلك (بل الاسهم) اي بل كالاسهم حال