في الشرط والجزاء) وسوى بينهما (في ترتب فيضان شيء عليهما) اي فيضان الدماء في الاول وفيضان الدموع في الثاني.
(ومن تتبع الامثلة المذكورة للمزاوجة علم ان معناها ما ذكرنا) من ان تجمع بين المعنيين الواقع احدهما في الشرط والآخر في الجزاء في ان ترتب على كل منهما معنى رتب على الآخر (لا ما يسبق الى الوهم من ان معناها ان تجمع بين معنيين في الشرط ومعنيين في الجزاء كما) في البيت المذكور في كلام الخطيب فانه (جمع) فيه (في الشرط بين نهي الناهي ولجاج الهوى وفي الجزاء بين اصاختها الى الواشي ولجاج الهجر) وهذا التوهم غلط فاحش (اذ لا يعرف احد يقول بالمزاوجة في مثل قولنا اذا جائني زيد فسلم على اجلسته وانعمت عليه) مع انه جمع فيه بين معنيين في الشرط وهما المجيء والتسليم وبين معنيين في الجزاء وهما الاجلاس والانعام فوجب الحمل على ما ذكرنا اذ هو المعروف والمأخوذ من كلام القوم.
(ومنه اي من المعنوي العكس والتبديل وهو ان يقدم في الكلام جزء على جزء اخر ثم يؤخر ذلك المتقدم عن الجزء الاخير) اي عن الجزء المؤخر اولا وبعبارة اخرى هو ان يتكزر الجزئين الواقع فيهما العكس والتبديل بالتقديم والتأخير.
وليعلم ان عبارة الخطيب ليست بصريحة فيما هو المراد فانها محتملة لغير المراد لان قوله ثم يؤخر ذلك محتمل لان يكون المراد ما ذكره التفتازاني واوضحناه لك اي ثم يؤخر ذلك الجزء المتقدم عن ذلك الجزء المؤخر ويحتمل ثم يؤخر ذلك الجزء المتقدم عن غير الجزء المؤخز فقط ويحتمل ثم يؤخر ذلك الجزء المتقدم عن الجزء مطلقا اي عن الجزء