مفصلا.
(وههنا نوع آخر من اللف لطيف المسلك وهو ان يذكر متعدد على التفصيل) بطريق اللف اي يكون في ذلك المتعدد المذكور مفصلا لف بوجه ما (ثم يذكر ما لكل) اي يذكر بعد ذلك ما هو نشر لكل واحد مما لف في ذلك المتعدد (ويوتي بعده) اي بعد ذكر ما لكل (بذكر ذلك المتعدد) المفصل اولا (على الاجمال) ثانيا سواء كان ذلك المتعدد على الاجمال (ملفوظا) اي مذكورا كفعلت كذا في المثال الآتي (أو مقدرا) كشرع ذلك في الآية الآتية (فيقع النشر بين لفين احدهما مفصل والآخر مجمل وهذا) النوع من اللف والنشر (معنى لطيف مسلكه وذلك كما تقول ضربت زيدا وأعطيت عمرا وخرجت عن بلد كذا) هذه الافعال الثلاثة المتعدد المذكور على التفصيل وفيها لف من حيث عدم ذكر عللها معها (للتأديب والاكرام ومخافة الشر) هذه العلل الثلاث نشر لتلك الافعال الثلاثة فيكون الاولى منها للأول من الافعال والثانية للثاني والثالثة للثالث أما قوله (فعلت كذا) فهو المتعدد المذكور على الاجمال لفظا والمراد منه الافعال الثلاثة المتقدمة وفيها لف أيضا فوقع النشر أعني العلل الثلاث بين لفين.
(وعليه) أي على هذا النوع من اللف حمل (قوله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) هذه الجملة الأولى (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) هذه الجملة الثانية (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) هذه الجملة الثالثة ففي كل واحدة من هذه الجمل الثلاث لف من حيث عدم ذكر عللها معها وهي أي عللها قوله تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فهذه