(وهذا) النوع من اللف والنشر وهو أن يقع النشر بين لفين أحدهما مفصل والآخر مجمل سواء كان المجمل ملفوظا أي مذكورا كالمثال المتقدم أو مقدرا كالآية الكريمة حسبما بيناه (نوع آخر من اللف لطيف المسلك لا يكاد يهتدى الى تبينه) أي الى فهمه (إلا النقاب) على وزن كتاب أي الباحث عن المعاني الدقيقة التي لا تظهر بسهولة (المحدث) أي من يلقى في روعه من جهة الملا الأعلى فلا يخطى في ظنه كذا في مفردات الراغب فحاصل المعنى إنه لا يعرف هذا النوع إلا البحاثة النحرير (من علماء البيان) الذين لهم قصب السبق في أمثال هذا الميدان.
(هذا كلامه) أي كلام صاحب الكشاف (وعليه اشكال وهو انه) أي صاحب الكشاف (جعل الاول من تفاصيل المعللات) أي من الجمل الثلاث المتقدمة التي هي اللف الاول (أمر الشاهد بصوم الشهر ولم يجعل شيئا من العلل) الثلاث التي أولها لتكملوا وآخرها تشكرون (راجعا اليه) أي الى الاول من تفاصيل المعللات (وجعل (وَلِتُكَبِّرُوا)) وهو أول العلل (علة ما علم من كيفية القضاء وهو) أي ما علم من الكيفية (مما لم يذكر في تفصيل المعللات) أي في اللف الاول اعني الجمل الثلاث المتقدمة (فما ذكره في بيان تطبيق العلل غير موافق لما ذكره من تقدير الكلام) حاصل الاشكال انه جعل ولتكبروا علة لما هو غير مذكور في المعللات أعني كيفية القضاء وما هو مذكور ومحتاج الى علة اعني أمر الشاهد بالصوم لم يجعل له علة وبعبارة أخرى ذكر معللا بلا ذكر علة له وذكر علة بلا ذكر معلل لها لانه لم يذكر لأمر الشاهد بالصوم علة ولقوله (وَلِتُكَبِّرُوا) معللا.
(ويمكن التفصي عنه) أي عن هذا الاشكال (بأن يقال ان ذكر