عطف تفسير (في الجملة وفي بعض الاحوال) كما في التقابل الاعتباري وسيأتي بيانه الآن (سواء كان التقابل حقيقيا) كتقابل الأمرين الذين بينهما غاية الخلاف لذاتيهما كتقابل القدم والحدوث (أو اعتباريا) وذلك كتقابل الأحياء والاماتة فأنهما لا يتقابلان إلا بإعتبار بعض الاحوال وهو ان يتعلق الأحياء بحياة جرم في وقت والأماتة بأماتته في ذلك الوقت وإلا فلا تقابل بينهما بأعتبار ذاتهما ولا بأعتبار المتعلق عند تعدد الوقت.
(وسواء كان) التقابل الحقيقي (تقابل التضاد) كالسواد والبياض وكتقابل الحركة والسكون على الجرم الموجود بناء على انهما وجوديان (أو تقابل الايجاب والسلب) كتقابل مطلق الوجود وسلبه (أو تقابل العدم والملكة) كتقابل العمى والبصر وكتقابل القدرة والعجز بناء على أن العجز عدم القدرة عمن شأنه الاتصاف بها (او تقابل التضايف) كتقابل الأبوة والبنوة (او ما يشبه شيئا من ذلك) أي ما يكون ملحقا بذلك مما يشعر بالتنافي لأشتماله بوجه ما على ما يوجب التنافي بين شيئين وسيأتي بيانه عنقريب في قوله (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) وغيرها من الآيات التي تذكر هناك وبما ذكرنا من الأمثلة يتضح المراد من قوله (على ما يجييء من الأمثلة) فعليك بتطبيق ما ذكرنا على ما يجييء من الامثلة (ويكون ذلك الجمع) بين متضادين (بلفظين من نوع) واحد (من أنواع الكلمة) بأن يكونا (اسمين نحو قوله تعالى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)) الأيقاظ جمع يقظ على وزن عضد أو كتف بمعنى يقظان والرقود جمع راقد فالجمع بين ايقاظ ورقود مطابقة لأن اليقظة تشتمل على الادراك بالحواس والنوم يشتمل على عدمه فبينهما شبه العدم والملكة بأعتبار لازميهما واما بأعتبار ذاتيهما فبينهما التضاد لأن النوم عزض يمنع ادراك الحواس واليقظة عزض