العادات ففيه تحسين اللفظ والغرض الاصلي تحسين المعنى وهو الاخبار بعكس الفقرة الاولى مع صحته.
(و) قسم (لفظي أي راجع الى اللفظ كذلك) أي وان كان بعض أفراده لا يخلو عن تحسين ما للمعنى حسبما يأتي بيانه في محله انشاء الله تعالى.
(وبدء بالمعنوي لأن المقصود الاصلي) في مقام التفهيم والتفهم (والغرض الأولى) في ذلك المقام (هو المعاني) فينبغي حينئذ الإهتمام بالوجوه المحسنة لها وتقديمها على الوجوه المحسنة لغيرها (والالفاظ توابع) من حيث أن المعنى يستحضر في ذهن المتكلم او لا ثم يؤتي باللفظ على طبقة (وقوالب لها) أي للمعاني والى ذلك أشار الشيخ فيما نقلنا عنه في صدر الكتاب وهذا نصه لما كانت المعاني تتبين بالالفاظ ولم يكن لترتيب المعاني سبيل إلا بترتيب الألفاظ الى آخر ما ذكر هناك.
(فقال اما المعنوي فالمذكور منه في) هذا (الكتاب تسعة وعشرون) وجها (فمنه المطابقة وتسمى الطباق والتضاد أيضا و) يسمى (التطبيق والتكافوء أيضا) ويعرف وجه التسمية من قوله (وهي الجمع) في كلام واحد أو ما هو في حكم كلام واحد بأن يكون بين الكلامين أو أكثر اتصال بوجه ما (بين متضادين أي معنيين متقابلين) هذا أقل ما يحصل به المطابقة بالجمع بين أكثر من معنيين فهو نظير باب التنازع في النحو حيث يقول الناظم ان عاملان اقتضيا في اسم عمل فأنه قد يكون التنازع بين اكثر من عاملين (في الجملة يعني ليس المراد بالمتضادين ههنا) خصوص (الامرين الوجوديين المتواردين على محل واحد بينهما غاية الخلاف كالسواد والبياض بل) المراد ما هو (أعم من ذلك وهو ما يكون بينهما تقابل وتناف)