في مصحفها كما سمعت ، وبقي المصحف إلى زمن عثمان بن عفان يتلوه الناس ويتداولونه ، حتى قام عثمان فغير المصاحف وأسقط من الآية هذه الزيادة.
هذا ما يفيده الحديث ، وهو يدل على أن عائشة والذين كانوا يقرأون مصحفها ـ ومنهم أبو يونس الذي قرأ الآية على ابنته وهو ابن ثمانين سنين كما حدثتنا هي ـ كانوا يعتقدون أن الزيادة تلك من القرآن الكريم على حقيقته.
ز ـ حول آية «الشهادة»
أخرج مسلم بن الحجاج في «الصحيح» عن أبي موسى الأشعري أنه قال ـ في الحديث المتقدم ، فيما ذكرناه حول سورة كانوا يشبهونها بإحدى المسبحات ـ : «وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فنسيتها غير أني حفظت منها :
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ـ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ـ» (٥٠).
وهذا حديث صحيح لإخراج مسلم إياه في (صحيحه) ، وهو يفيد أن أبا موسى الأشعري كان يحفظ سورة طويلة ، وكان يقرؤها ، غير أنه لم يحفظ منها غير الآية ، وفيها زيادة : «فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة» وهي غير موجودة في المصحف الموجود.
ح ـ حول آية «ولاية النبي صلىاللهعليهوآله».
١ ـ قال الحافظ جلال الدين السيوطي : أخرج الفريابي والحاكم وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ هذه الآية : «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ وهو أب لهم ـ وأزواجه أمهاتهم» (٥١).
٢ ـ وقال الحافظ السيوطي أيضا : «أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي ، عن مجالد ، قال مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف : «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ـ وهو أب لهم ـ».
__________________
(٥٠) صحيح مسلم ٢ : ٧٢٦.
(٥١) الدر المنثور
٥ / ١٨٣.