قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجبة ، قال : سمعت [عليا] يقول : ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي؟ أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو ، وأما الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان ، فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئا! وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا (٨٠).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن سليمان بن أيوب ، عن الأسود بن قيس العبدي ، قال : لقي الحسن بن علي يوما حبيب بن مسلمة فقال له : يا حبيب ، رب مسير لك في غير طاعة الله ، فقال : أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال : بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة ، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى «خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا» ولكنك كما قال جل ثناؤه : «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون» (٨١).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، قال : حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا وأن النجائب لتقاد معه ، وخرج من ماله لله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات ، حتى إن كان
__________________
البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٢٧ عن المدائني عن العبدي دون واسطة بينهما ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٣١ من طريق ابن سعد عن المدائني عن العبدي من غير واسطة بينهما.
(٨٠) كيف يصح الحديث وعلي ـ عليهالسلام ـ هو الذي كان يجد صولة الحسن والحسين عليهماالسلام ـ في صفين وعدم مبالاتهما بالموت وعدم تهيبهما الجموع المحتشدة التي زلزلت محمد بن الحنفية وهو ذلك الشجاع المقدام ، حتى انتهره علي ـ عليهالسلام ـ بقوله : «أدركك عرق من أمك؟!».
أما هما فلم يظهر عليهما غير الجلد والإقدام والمخاطرة بالنفس ، حتى قال علي عليهالسلام ـ كما في النهج ـ مخاطبا أصحابه : «املكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس بهما أن ينقطع نسل رسول الله».
(٨١) رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن ـ عليهالسلام ـ من تاريخ دمشق رقم ٢٣٨ من طريق ابن سعد.
وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ١٩٦ عن ابن سعد في الطبقات ، ثم قال : ورواه جدي في الصفوة.