ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا (٨٢).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن عروة : إن أبا بكر ـ رضياللهعنه ـ خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر ، فقال : انزل عن منبر أبي ، فقال علي : إن هذا لشئ عن غير ملأ منا (٨٣).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال : سمعت عبد الله بن حسن يقول : كان حسن بن علي قلما تفارقه أربع حرائر فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري ، وعنده امرأة من بني أسد من آل خزيم ، فطلقهما وبعث إلى كل واحدة بعشرة آلاف درهم وزقاق من عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار ـ وهو مولاه ـ : احفظ ما تقولان لك ، فقالت الفزارية : بارك الله فيه وجزاه خيرا ، وقالت الأسدية : متاع قليل من حبيب مفارق ، فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية (٨٤).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي : ما زال الحسن بن علي يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل (٨٥).
__________________
(٨٢) رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٦ عن المدائني بالإسناد واللفظ ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٣٨ من طريق ابن سعد كما أخرجه من عدة وجوه.
وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن ـ عليهالسلام ـ ، وسبط ابن الجوزة في تذكرة خواص الأمة ص ١٩٦ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٠ ، كلهم عن ابن سعد في الطبقات ، وقال السبط ، رواه جدي في الصفوة.
وفي تهذيب الكمال : «خلاد بن عبيد» ، والصحيح ما في الطبقات وغيره ، وقال ابن ماكولا في الاكمال ٦ / ٤٧ في باب عبيدة ، بالتاء وضم العين : خلاد بن عبيدة ، روى عن علي بن زيد ، روى عنه المدائني. وكان في الأصل : علي بن زيد ، عن جدعان ، وهو خطأ واضح.
(٨٣) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ج ٣ ص ٢٦ برقم ٤١ عن عبد الله بن صالح ، عن حماد ، ويأتي في صفحة ٢١٩ ، أن الحسين ـ عليهالسلام ـ صعد إلى عمر فقال له : إنزل عن منبر أبي.
(٨٤) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ١٥٢ عن ابن سعد.
وراجع تعليق الحديث الثالث التالي.
(٨٥ و ٨٦) إشارة واحدة من أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ كانت تكفي في أن يمتنع الحسن ـ عليهالسلام ـ عما لا يرتضيه له أبوه وولي أمره وأمير المسلمين جميعا ، وما حاجته إلى أن ينهى الجماهير عن أن يزوجوه؟! فلو نهى ابنه سرا لأطاعه ولما احتاج إلى أن ينهى الناس علانية فيعصونه ، ولكنها أساطير الأولين