سيدهم جميعا الحسن ، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب (٨٩).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن ابن جعدبة ، عن ابن أبي مليكة ، قال : تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور ، فبات ليلة على سطح أجم ، فشدت خمارها برجله والطرف الآخر بخلخالها ، فقام من الليل فقال : ما هذا؟ قالت : خفت أن تقوم من الليل بوسنك فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب ، فأحبها فأقام عندها سبعة أيام.
فقال ابن عمر : لم نر أبا محمد منذ أيام ، فانطلقوا بنا إليه ، فأتوه ، فقالت له خولة : إحتبسهم حتى نهئ لهم غذاء ، قال : نعم ، قال ابن عمر ، فابتدأ الحسن حديثا ألهانا بالاستماع إعجابا به حتى جاءنا الطعام.
قال علي بن محمد : وقال قوم : التي شدت خمارها برجله هند بنت سهيل ابن عمرو ، وكان الحسن أحصن تسعين امرأة! (٩٠).
قال : أخبرنا الفضل بن دكين وهشام أبو الوليد ، قالا : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي وعليه ثياب سود وعمامة سوداء (٩١).
قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي
__________________
(٨٩) رواه البلاذري برقم ٢٦ عن المدائني باختلاف يسير ، وما بين المعقوفين منه.
(٩٠) رواه ابن عساكر ص ١٥٢ عن ابن سعد.
والأجم ، قال في تاج العروس ٨ / ١٨٠ : بالفتح ، كل بيت مربع مسطح ، وحصن بالمدينة مبني بالحجارة ، عن ابن السكيت.
وفي معجم البلدان : أجم ـ بضم أوله وثانيه ـ وهو واحد أجام المدينة وهو بمعنى الأطم ، وأجام المدينة وأطامها : حصونها وقصورها وهي كثيرة لها ذكر في الأخبار ، وقال ابن السكيت : أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة ، وقال : كل بيت مربع مسطح فهو أجم.
(٩١) أبو رزين : تقدم التعريف به في التعليق رقم ٥٨ ، وخطبة الحسن ـ عليهالسلام ـ هذه في التي بعد مقتل أبيه ولهذا كان عليه ثياب سود حدادا على أبيه ، وذكر ذلك المدائني أيضا ، كما حكاه عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٢ ، قال :
قال المدائني : ولما توفي علي ـ عليهالسلام ـ ... فخرج الحسن ، عليهالسلام ـ فخطبهم ... وكان خرج إليهم وعليه ثياب سود ...