قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام ، قال : خطب الحسن بن علي امرأة من بني همام بن شيبان ، فقيل له : إنها ترى رأي الخوارج! فقال : إني أكره أن أضم إلى صدري جمرة من جهنم (٨٨).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الهذلي ، عن ابن سيرين ، قال : كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وكان أبا عذرتها فطلقها ، فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ثم طلقها ، فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية ، فلقيه الحسن بن علي فقال : أين تريد؟ قال : أخطب هند بنت سهيل بن عمرو علي يزيد بن معاوية ، قال : اذكرني لها ، فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر ، فقالت : خر لي ، قال : أختار لك الحسن ، فتزوجها ، فقدم عبد الله بن عامر المدينة فقال للحسن : إن لي عندها وديعة ، فدخل إليها والحسن معه وجلست بين [يديه] فرق ابن عامر ، فقال الحسن : ألا أنزل لك عنها؟ فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني ، فقال : وديعتي ، فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما فأخذ من واحد قبضة وترك الباقي ، فكانت تقول :
__________________
(٨٨) رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ١٣ عن المدائني ... وفيه : امرأة من بني شيبان.
وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
١٦ / ٢١ عن المدائني وفيه : امرأة من بني شيبان من آل همام بن مرة ...
وهو الصحيح ، فإن همام بن شيبان هو همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن بكر بن وائل ، راجع معجم قبائل العرب ص ١٢٢٥.
وعند البلاذري وابن أبي الحديد : جمرة من جمر جهنم.
هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ من وجوه كثيرة أنه قال : «الخوارج كلاب أهل النار».
أخرجه الحفاظ بطرق كثيرة منهم : أبو داود الطيالسي في مسنده ، وابن أبي شيبة في المصنف ، وأحمد في المسند ، وابن ماجة في السنن ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، والطبري في تهذيب الآثار ، والطبراني في المعجم الكبير ، والحاكم في المستدرك ، كلهم عن عبد الله بن أبي أوفى.
وأخرجه أحمد في المسند ، وابن خزيمة في صحيحه ، والطبراني في المعجم الكبير ، والحاكم في المستدرك ، والضياء المقدسي في المختارة ، كلهم عن أبي أمامة الباهلي.
وعنهم جميعا الحافظ السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٤١٠ ، وفي الجامع الصغير ٢ / ١٩ جعل عليه «صح» وهو رمز الحديث الصحيح.