قال : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد ، قال : لما كان زمن ورد معاوية الكوفة واجتمع الناس عليه وبايعه الحسن بن علي ، قال : قال أصحاب معاوية لمعاوية ـ عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من أصحابه ـ : إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنه حديث السن عيي! فمره فليخطب ، فإنه سيعيي في الخطبة فيسقط من أنفس الناس! فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن بن علي [على] المنبر دون معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لو ابتغيتم بين جابلق وجابلص رجلا جده نبي غير [ي] وغير أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا بيعتنا معاوية ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما أهراقها ، والله ما أدري «لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين» وأشار بيده إلى معاوية.
قال : فغضب معاوية خطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل ، وقال له : ما أردت بقولك : «فتنة لكم ومتاع إلى حين»؟! قال : أردت بها ما أراد الله
__________________
والحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٠ / ٧١ رقم ٢٦٩٩ بأوجز مما هنا ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٧.
وروى البلاذري في أنساب الأشراف في نسب بني عبد شمس ج ١ ص ـ ٧٦٧ من مخطوطة تركية ـ : حدثنا خلف ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن سعيد بن جمهان ، عن سفينة ـ مولى أم سلمة ـ : إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان جالسا فمر أبو سفيان على بعير ، ومعاوية وأخ له ، أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق.
أنظر : المعجم الكبير ٣ / ٧١ ، ومجمع الزوائد ٧ / ٢٤٢ و ٩ / ١٧٨ ، وتأريخ دمشق لابن عساكر ترجمة سعيد بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية وأبي هريرة.
وأما لعن رسول الله صلىاللهعليهوآله رعلا وذكوان فقد روى الحفاظ وأئمة الحديث والتأريخ في كتبهم أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يقنت شهرا في صلاة الصبح يلعن رعلا وذكوان ويدعو عليهم ، راجع صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معوفة ، فقد روى عدة أحاديث في ذلك.
وفي الفائق ٣ / ٢٢٧ ـ في قنت ـ بعد ذكر الحديث : رعل وذكوان : قبيلتان من قبائل سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
ومنهم عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي ، ولذلك أخرج ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته من تأريخه بأربع طرق.
وقد حذف ابن سعد مقالة المنافقين فلم يذكرها ، وقد رواها الزبير بن بكار بطولها في كتاب «المنافرات والمفاخرات» ، وعنه نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٨٥ ـ ٢٩٤ ، فراجع.