كلهم تنضح أوداجهم دما ، كلهم يستعدي الله فيم أهريق دمه؟ (١١٠).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن قيس بن الربيع ، عن بدر بن الخليل ، عن مولى الحسن ، قال : قال لي الحسن بن علي : أتعرف معاوية بن حديج؟ قال : قلت : نعم ، قال : فإذا رأيته فأعلمني ، فرآها خارجا من دار عمرو بن حريق فقال : هو هذا ، قال : ادعه ، فدعاه فقال له الحسن : أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة الأكباد؟! أما والله لئن وردت الحوض ـ ولن ترده ـ لترنه مشمرا عن ساقه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين (١١١).
قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا سلام بن مسكين ، عن عمران بن عبد الله بن طلحة ، قال : رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب «قل هو الله أحد» فاستبشر به وأهل بيته ، فقصوها على سعيد بن المسيب فقال : إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله ، فما بقي إلا أياما حتى مات (١١٢).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله ابن حسن (١١٣) ، قال : كان الحسن بن علي كثير نكاح النساء ، وكن قلما يحظين
__________________
(١١٠) أورده المزي في تهذيب الكمال ، وابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٢ ، كلاهما عن ابن سعد ، وحكاه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٧ عن المدائني.
(١١١) علي بن محمد ، هو المدائني ، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٩ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٨ ، كلاهما عن المدائني.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٨٣ رقم ٢٧٢٧ بإسناده عن بدر بن الخليل ، عن أبي كبير ، بأطول من هذا.
وأخرجه أيضا برقم ٢٧٥٨ بإسناد آخر ولفظ يختلف قليلا عما هنا ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٣١ ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة معاوية بن حديج من تاريخه بأربعة طرق.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٥ والذهبي في تلخيصه.
وأما أن عليا ـ عليهالسلام ـ هو الذائد عن حوض رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يذود عنه الكفار والمنافقين يوم القيامة فقد رواه الطبراني في المعجم الصغير ٢ / ٨٩ ، وأبو نعيم في كتاب صفة النفاق ، وأبو القاسم الخرقي في أماليه ، وأورده المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٨٠ ، والعصامي في سمط النجوم العوالي ٢ / ٤٩٥ عن أحمد في مناقب علي ، راجعه وتعاليقه في فضائل علي لأحمد بن حنبل رقم ٢٩٧.
(١١٢) أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٢ عن ابن سعد.
(١١٣) كان في الأصل : عبد الله بن حسين؟
ورواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٩ من طريق ابن سعد وفيه ، عبد الله بن حسن ، وهو