هاشم عليه النوح شهرا (١١٨).
قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي حازم ، قال : لما حضر الحسن قال للحسين : ادفنوني عند أبي ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ إلا أن تخافوا الدماء ، وإن خفتم الدماء فلا تهريقوا في دما ، ادفنوني عند مقابر المسلمين.
قال : فلما قبض تسلح الحسين وجمع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دما! قال : فلم يزل به حتى رجع ، قال : ثم دفنوه في بقيع الغرقد.
فقال أبو هريرة : أرأيتم لو جئ بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنه! أكانوا قد ظلموه؟ قال : فقالوا : نعم ، قال : فهذا ابن نبي الله قد جئ به ليدفن مع أبيه (١١٩).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبيد الله بن مرداس ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية ، قال : لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة ، فلما استعز به وقد حضرت بنو هاشم فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده بالليل ، وعلى المدينة سعيد بن العاص ، فكان سعيد يعوده فمرة يؤذن له ومرة يحجب عنه ، فلما استعز به بعث مروان بن الحكم رسولا إلى معاوية يخبره بثقل الحسن بن علي ، وكان حسن رجلا قد سقي وكان مبطونا إنما كان يختلف أمعاءه.
فلما حضر وكان عنده إخوته عهد أن يدفن مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أستطيع ذلك ، فإن حيل بينه وبينه وخيف أن يهراق فيه محجم من دم دفن مع أمه بالبقيع.
وجعل الحسن يوعز إلى الحسين : يا أخي إياك أن تسفك الدماء في فإن الناس سراع إلى الفتنة.
__________________
(١١٨) يأتي في صفحة ١٨٢ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ بإسناده عن محمد بن عمر هذا وهو الواقدي.
(١١٩) نقله سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ٢١٣ عن ابن سعد ملخصا.