وهب بن أبي دني الهنائي ، عن أبي حرب ـ أو : أبي الطفيل ـ ، قال : قال الحسن بن علي ـ رضوان الله عليهما ـ : ما بين جابلق وجابرص رجل جده نبي غيري ، ولقد سقيت السم مرتين (١١٥).
قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، قال : قال : قال الحسن للحسين : إني قد سقيت السم غير مرة ، وإني لم أسق مثل هذه ، إني لأضع كبدي ، قال : فقال : من فعل ذلك بك؟ قال : لم؟ لتقتله : ما كنت لأخبرك (١١٦).
قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن (١١٧) المغيرة ، عن أم موسى : إن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم فاشتكى منه شكاة.
قال : فكان يوضع تحته طست وترفع أخرى ، نحوا من أربعين يوما.
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت منه ، حتى كان المرة الآخرة التي مات فيها فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني
__________________
(١١٥) أخرج عبد الرزاق في المصنف ١١ ٤٥٢ رقم ٢٩٠٨٠ عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين : إن الحسن بن علي قال : لو نظرتم ما بين حالوس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي ...
قال معمر : حالوس وجابلق : المغرب والمشرق.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٨٩ رقم ٢٧٤٨ عن الدبري ، عن عبد الرزاق ... وفيه : ما بين جابرس إلى جابلق.
وأورده في مجمع الزوائد ٤ / ٢٠٨ عن الطبراني ، وقال : رجاله رجال الصحيح.
وذكر ياقوت في معجم البلدان في جابرس أنها مدينة بأقصى المشرق ، وفي جابلق أنها مدينة بأقصى المغرب ، وذكر خطبة الحسن ـ عليهالسلام ـ هذه ، فراجع.
(١١٦) رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٣٣٧ بإسناده عن ابن سعد.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ١١ / ٤٥٢ بإسناد آخر : كان الحسن في مرضه الذي مات فيه يختلف إلى المربد له ، فأبطأ علينا مرة ثم رجع ، فقال : لقد رأيت كبدي آنفا ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته قط أشد من مرتي هذه ، فقال حسين : ومن سقى له؟ قال : لم؟ أتقتله؟ بل نكله إلى الله.
(١١٧) في تاريخ ابن عساكر : عن يعقوب ، عن أم موسى ، وقد رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٣٤٠ بإسناده عن ابن سعد.