عن أم جعفر ـ سرية علي ـ قالت : إني لأصب على يديه الماء [إذ] أخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه وقال : واها لك لتخضبن يوم الجمعة بدم ، فما مضت الجمعة حتى أصيب ، وأصيب يوم الجمعة.
٤٤ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ـ رحمهالله ـ ، عن هشام بن محمد ، عن شيخ من الأزد ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه ، قال : قبض علي ـ رحمهالله ـ يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين.
٤٥ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني عبد الله بن يونس بن بكير ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبو عبد الله الجعفي ، عن جابر ، عن أبي الطفيل وزيد بن وهب ومحمد بن علي وغيرهم : إن عليا ضرب لثمان عشرة خلت من شهر رمضان ، وتوفي في أول ليلة من العشر ـ يعني الأواخر ـ من شهر رمضان.
٤٦ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد وعبد الله بن سبيع ، قالا : قيل لعلي : ألا تستخلف يا أمير المؤمنين؟ قال : لا ، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله! (١) قال : فما تقول إذا لقيت الله؟ قال : أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك أن تتركني ، وتوفيتني وتركتك فيهم ، فإن شئت أفسدتهم وإن شئت أصلحتهم.
__________________
(١) لم يقل عليهالسلام : أترككم إلى ما ترككم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بل قال : أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وقد ثبت عندنا أنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان قد نص على إمامة الحسن وسائر الأئمة ـ عليهمالسلام ـ كما نص على أبيه غير مرة ، ولكنهم لم يطيعوا أمره ولم ينفذوا وصيته فبالأحرى سوف لا ينفذون وصية علي ولم يطيعوه في استخلاف الحسن ، فإن أرادوا الانقياد للحسن ـ عليهالسلام ـ فنصوص حده ـ صلىاللهعليهوآله ـ كافية في ذلك وهي أول بالاتباع والتنفيذ.
على أن الروايات الصحيحة وردت عندنا في نص أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ على استخلاف ابنه الحسن ، راجع كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد وكتاب (الكافي) للكليني وغيرهما من كتب التاريخ والحديث والكلام ولا مجال لنا هنا أكثر من هذا.