ومنهم : ابن النديم ـ المتوفى سنة ٢٨٠ ـ فيقول : «زعم أكثر العلماء أن النحو أخذ عن أبي الأسود ، وأن أبا الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ» (١١).
ومنهم : أبو الطيب اللغوي الحلبي ـ المتوفى سنة ٣٥١ ـ حيث يقول : «ثم كان أول من رسم للناس النحو أبو الأسود الدؤلي» (١٢).
ومنهم : السيرافي ـ المتوفى سنة ٣٦٨ ـ يقول : «اختلف الناس في أول من رسم النحو ، وأكثر الناس على أبي الأسود الدؤلي» (١٣).
ومنهم : أبو هلال العسكري في كتابه «الأوائل» ، وأبو الفرج الأصبهاني في كتابه «الأغاني» ، والزجاجي في أماليه ، وابن خلدون في مقدمته ، والقفطي في «إنباه الرواة» ، وابن الأنباري في «نزهة الألباء» ، والسيوطي في «الأشباه والنظائر».
ولو أردنا استعراض القدماء الذين صرحوا في كتبهم بصحة هذا الرأي ، والروايات في هذا المجال ، لطال بنا الحديث ، لذلك نكتفي بذكر هؤلاء وسنذكر بعضهم خلال هذه الدراسة.
٢ ـ وهناك من القدماء من روي عنهم صحة هذا الرأي والروايات ، ويدخل في ذلك كثير من النحاة الذين رويت عنهم هذه الروايات ، أو روي عنهم أنهم صرحوا بصحة نسبة وضع النحو للإمام ـ عليهالسلام ـ أو لأبي الأسود.
فصاحب «الأغاني» (١٤) يروي رواية تؤكد هذه النسبة ، ومن رجال سندها عبد الله بن أبي إسحاق ، وعيسى بن عمر ، وسيبويه ، والخليل.
ويروي صاحب «المحاسن والمساوئ» عن يونس بن حبيب النحوي ـ المتوفى سنة ١٨٣ ـ قوله : «أول من أسس العربية وفتح بابها ونهج سبيلها أبو
__________________
(١١) الفهرست : ٥٩.
(١٢) مراتب النحويين : ٥٠٦.
(١٣) أخبار النحويين البصريين : ١٠.
(١٤) الأغاني : ١٩٩ ح ١١.