ينكره إلا من أعمى الشيطان بصيرته.
هل يمكن لنا أن ننكر تأثير الإسلام وتأثير الإسلام وتأثير القرآن الكريم وتأثير الأحاديث النبوية في نفوس المسلمين؟! إن المسلمين آنذاك كانوا يعيشون الأجواء القرآنية والنبوية الجديدة بكل مشاعرهم ، كانت المفاهيم الإسلامية تدخل إلى قلوبهم لتفعل فيها فعل السحر ، وكانوا يتعلمون ويقتبسون منها طريق حياتهم ، وكان النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ هو القدوة والأسوة لهم ، والقرآن الكريم والأحاديث النبوية حافلة بالاصطلاحات الجديدة والتقسيمات والتفريعات والتعريفات والأفكار الفلسفية والمنطقية.
ألم يتعلم المسلمون منها طريقة التفكير والاستدلال والمعرفة وخاصة أولئك الأفراد الذين يتميزون بالفكر والوعي والثقافة؟!
ألا نفرق بين الإنسان قبل الإسلام وبعده؟!
وهل يمكن لنا أن ننكر تأثير القرآن الكريم والأحاديث النبوية في المسلمين؟!
وهل يمكن لنا أن ننكر وجود المفاهيم الجديدة فيها؟!
إن من ينكر هذه الحقيقة الملموسة ، فهو لا ينكر دور الإسلام فحسب ، بل إنه ينكر أيضا حقيقة واضحة وواقعا تشهد له كل الشواهد الحية.
وبعد كل ذلك فليس عجيبا أن تظهر من بعض المسلمين المتميزين بالفكر والثقافة بعض الإبداعات والتقسيمات الجديدة نتيجة لتأثير المرحلة القرآنية والإسلامية الجديدة وما خلقته في المسلمين من معطيات فكرية وثقافية.
ولعلنا ـ من هنا ـ نستطيع أن نلمح الهدف البعيد الذي تهدفه أمثال دائرة المعارف الإسلامية وبعض المستشرقين والسائرين على خطاهم من إنكار هذه النسبة ، حيث كانوا يهدفون إلى عدم تأثير الإسلام في تكوين الوعي الجديد بين المسلمين ، وإلى عدم تمكن المسلم باستقلاله على إبداع فن جديد ، وأن كل ما يبدعه المسلم فهو مقتبس من ثقافات أخرى ، بل ربما إلى التشكيك في أصل القرآن الكريم والأحاديث النبوية حيث تشتمل على مثل هذه التقسيمات