على ذلك في الطّاء مع التاء (١) في نحو (فَرَّطْتُ)(٢) و (أَحَطْتُ)(٣) و (بَسَطْتَ)(٤) وأمّا إذهاب الإطباق فمعناه أن تذهب الطّاء مثلا حتى تجعلها كالدّال ، كقولك في اخطط دالا ، أخطدّالا لكنّ الأقيس تبقية الإطباق (٥).
ذكر إدغام الفاء (٦)
وهي لا تدغم إلّا في مثلها كقوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ)(٧) لكن جاء إدغامها في غيرها فإنّها أدغمت في الباء في قراءة الكسائي في قوله تعالى : يخسف بهم (٨) وهو عند النّحاة ضعيف (٩) / وتدغم في الفاء الباء للتقارب كقولك في اضرب فلانا : اضر فّلانا ، وإنّما جاز عند النّحاة إدغام الباء في الفاء من غير عكس لأنّ الباء بعدت من حروف الفم ، والفاء هي الأدنى إليها ، والأبعد عن حروف الفم يدغم في الأقرب إليه من غير عكس (١٠).
ذكر إدغام الباء (١١)
وهي تدغم في مثلها في نحو قراءة أبي عمرو لذهب بسمعهم (١٢) وتدغم في الميم وفي الفاء (١٣) نحو (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)(١٤) ، (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ
__________________
(١) النشر ، ١ / ٢٨٧ والاتحاف ، ٢٤.
(٢) من الآية ، ٥٦ من سورة الزمر ونصّها : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله.
(٣) من الآية ٢٢ من سورة النمل ونصّها : فمكث غير بعيد فقال : أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين.
(٤) من الآية ٢٨ من سورة المائدة ونصّها : لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ...
(٥) شرح المفصل ، ١٠ / ١٤٦.
(٦) المفصل ، ٤٠١.
(٧) من الآية ١٩ من سورة آل عمران وانظر النشر ١ / ٢٨١ والاتحاف ٢٢.
(٨) من الآية ٩ من سورة سبأ ، وانظر الصفحة ٣٢١ ، والكشف ، ١ / ١٥٦ والاتحاف ، ٢٩.
(٩) قال ابن عصفور في الممتع ، ٢ / ٧٢٠ ولا يحفظ ذلك من كلامهم وهو مع ذلك ضعيف في القياس لما فيه من إذهاب التفشي الذي في الفاء. وانظر البحر ١١ / ٢٦١.
(١٠) شرح المفصل ، ١٠ / ١٤٦ ـ ١٤٧.
(١١) المفصل ، ٤٠١.
(١٢) من الآية ، ٢٠ من سورة البقرة ، وانظر النشر ، ١ / ٣٠٠ والاتحاف ، ٢٢.
(١٣) وذلك في قراءة أبي عمرو والكسائي ، وانظر الكشف ١ / ١٥٥ والنشر ، ١ / ٢٨٧ والاتحاف ، ٩.
(١٤) من الآية ٤٠ من سورة المائدة.