فهذا في الليل ولم يجئ في النهار مثله.
وروى عمرو بن عبسة (٤٠) قال : قلت : يا رسول الله ، هل من ساعة هي أقرب إلى الله عزوجل من أخرى؟ قال : نعم ، جوف الليل الأوسط (٤١).
ولم يقل مثل ذلك في النهار.
قال صاحب النهار :
الأسبوع تسمى أيامه الجمعة والسبت إلى الخميس ، وليست الليالي كذلك ، بل الليالي منسوبة إليها ، فيقال : ليلة الأحد ، وليلة كذا ، وليس المضاف كالمضاف إليه.
وبعد فالأيام النبيهة أكثر من الليالي التي عددت ، كيوم الجمعة وهو يوم العروبة (٤٢) ، ويوم المزيد.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبها ويوم خميسها (٤٣). ولم يقل ذلك في شئ من الليالي.
__________________
(٤٠) في الأصل : عمرو بن أبي عنسبة ، تصحيف ، صوابه ما أثبتناه ، وهو عمرو بن عبسة بن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف امرئ القيس بن بهثة بن السلمي ، من أوائل المسلمين بمكة ، ثم رجع إلى بلاده فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر وقبل الفتح فشهدها ، ويقال : إنه كان أخا أبي ذر لأمه ، وكان يدعي أنه رابع الإسلام ، وسكن الشام في أواخر حياته ، ويقال : إنه مات بحمص ، ويظن أن وفاته كانت في أواخر خلافة عثمان.
«أسد الغابة ٤ : ١٢٠ ، الإصابة ٣ : ٣٠٩٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٣ / ٩١ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٦١ / ١٠٧ ، تقريب التهذيب ٧٤ / ٦٢٩».
(٤١) رواه الترمذي في سننه ٥ : ٥٦٩ / ٣٥٧٩ ، باختلاف يسير ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ : ٣٠٩ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٤٢) قال ابن الأثير : وفي حديث الجمعة «كانت تسمى عروبة» هو اسم قديم لها ، وكأنه ليس بعربي. يقال : يوم عربة ، ويوم العروبة ، ويوم العربية ، والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام. «النهاية ـ عرب ـ ٣ : ٢٠٣».
(٤٣) رواه ابن ماجة في سننه ٢ : ٧٥٢ / ٢٢٣٧ باختلاف يسير.