والحنادس (٣٢) والدآدئ (٣٣) والمحاق (٣٤) فلم يعنوا بالأيام عنايتهم بالليالي.
فأما الليالي التي جاءت الشريعة بتفصيلها الجمعة ، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وهي التي قال الله جل وعز : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (٣٥) وقال الله تعالى ذكره : (في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فهايفرق كل أمر حكيم) (٣٦) ثم قال : (سلام هي حتى مطلع الفجر) (٣٧).
فقال أهل التفسير : لا يعمل فيها سحر ، ولا يحدث فيها شئ من شر ، بل هي رحمة من أولها إلى آخرها (٣٨).
ومن الليالي ليلة النصف من شعبان ، وجاء في الحديث : إن الباري جل ثناؤه يقول فيها : هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من مبتلى فأعافيه؟ حتى يطلع الفجر (٣٩).
__________________
ظلم ، بالتسكين ، لأن واحدتها ظلماء ، «لسان العرب ـ ظلم ـ ٣٧٨».
(٣٢) الحندس : الليل الشديد الظلمة ، والحنادس : ثلاث ليال من الشهر سميت بذلك لظلمتهن. «لسان العرب ـ حندس ـ ٦ : ٥٨».
(٣٣) الدآدئ : ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالي المحاق ، وقال أبو عمرو : والدأداء من الشهر آخره. «الصحاح ـ دأدأ ـ ١ : ٤٨».
(٣٤) يقال الثلاث ليال من الشهر ثلاث محاق ، وقال الأزهري : اختلف أهل العربية في الليالي المحاق ، فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السرار ، وإلى هذا ذهب أبو عبيد وابن الأعرابي ، ومنهم من جعلها ليلة خمس وست وسبع وعشرين لأن القمر يطلع ، وهذا قول الأصمعي وابن شميل ، وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي ، قال الأزهري : وهو أصح القولين عندي «لسان العرب ـ محقق ـ ١٠ : ٣٣٩».
(٣٥) القدر ٩٧ : ١.
(٣٦) الدخان ٤٤ : ٣ و ٤.
(٣٧) القدر ٩٧ : ٥.
(٣٨) أنظر : «جامع البيان في تفسير القرآن ٣٠ : ١٢٨ ، التبيان ١٠ : ٣٨٦ ، مجمع البيان ٥ : ٥٢١ ، تفسير القرطبي ٢٠ : ١٣٤».
(٣٩) رواه ابن ماجة باختلاف يسير في سننه ١ : ٤٤ باب ١٩١ ح ١٣٨٨ بسنده قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، ثنا عبد الرزاق ى ، أنبأنا ابن أبي سبرة ، عن إبراهيم بن محمد ، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...