قال عليهالسلام : أول من يخرج منهم رجل يقال له : أصهب بن قيس ، يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في الناس وجور عظيم.
ثم يخرج الجرهمي من بلاد الشام ، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن ، ولكل واحد من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم ، ويغلب على أهلها الظلم والفتنة منهم ، فبينا هم كذلك يخرج عليهم السمرقندي من خراسان مع الرايات السود ، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، وهذا الملعون يظهر الزهد قبل خروجه ويتقشف (١) ، ويتقنع بخبز الشعير والملح الجريش ، ويبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهال والرذال (٢) ، ثم يدعي الخلافة فيبايعونه ، ويتبعهم العلماء الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل فيقولون : إنه خير أهل الأرض ، وقد يكون خروجه وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة ، فأول من يقاتل السفياني القحطاني فينهزم ويرجع إلى اليمن ويقتله اليماني ، ثم يفر الأصهب والجرهمي بعد محاربات كثيرة من السفياني فيتبعهما ويقهرهما ، ويقهر كل من ينازعه ويحاربه إلا اليماني.
ثم يبعث السفياني جيوشا إلى الأطراف ويسخر كثيرا من البلاد ، ويبالغ في القتل والفساد ، ويذهب إلى الروم لدفع الملك الخراساني ويرجع منها منتصرا في عنقه صليب ، ثم يقصد اليماني ، فينهض اليماني لدفع شره ، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة ومقاتلات شديدة ، فيتبع اليماني فتكثر (٣) الحروب وهزيمة السفياني ، فيجده اليماني في نهر اللو مع ابنه في الأسارى فيقطعهما إربا إربا ، ثم يعيش في سلطنته فارغا من الأعداء ثلاثين (٤) سنة ، ثم يفوض الملك بابنه السعيد
__________________
(١) في الأصل المخطوط : يتغشف ، تصحيف ، والقشف : يبس العيش (لسان العرب ٩ : ٢٨٢).
(٢) في الأصل المخطوط : الرزائل ، تصحيف ، والرذائل جمع الرذل : الدون من الناس (لسان العرب ١١ : ٢٨٠).
(٣) في الأصل المخطوط : فيكثر ، ولعلها تصحيف : فتكون.
(٤) في الأصل المخطوط : ثلاثون.