فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟!
فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (٢).
وأخرجه باختلاف في اللفظ كل من البخاري في التاريخ الكبير (٣) ومسلم في صحيحه باب فضائل علي رقم ٢٤٠٨ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٧ و ٤ / ٣٦٦ ، وعبد بن حميد في مسنده رقم ٢٦٥.
وأخرجه ابن أبي شيبة وابن سعد وأحمد أبو يعلى عن أبي سعيد ، وعنهم في جمع الجوامع وكنز العمال.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في صحيحه ، وعنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٦٥ رقم ١٨٧٣ ، وقال : هذا إسناد صحيح.
وأورده عنه البوصيري في إتحاف السادة ، في المجلد الثالث ، الورقة ٥٥ ب من مخطوطه طوپقپو ، وقال : رواه إسحاق بسند صحيح.
__________________
(٢) وقد عجب أبو الطفيل من زيد أشد العجب لما حدثه بهذا الحديث ، إذ فهم منه بطبعه وفطرته النص على علي بالاستخلاف فكيف جاوزه إلى غيره! فسأله متعجبا : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟!.
فأجابه زيد بن أرقم : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه!!
قال الكميت :
ويوم الدوح دوح غدير خم ـ أبان له الولاية لو أطيعا ولم أر مثل ذاك اليوم يوما ـ ولم أر مثله حقا أضيعا نعم وثب على الحكم ثائرون وأعانهم عليه المنافقون وجاملهم أصحاب المصالح والمطامع وسكت عنهم الباقون ثم الموتورون من جانب والتهديد بالنار والممارسات القمعية من جانب آخر ، فكان ما كان مما لست أذكره ...
هذا وقد كان النبي صلىاللهعليهوآله أخبر عليا عليهالسلام بأن الأمة ستغدر بك! وكان تقدم إليه بضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي! وأخبر أصحابه أنهم سيبتلون في أهل بيته ، وأنهم سيفتنون من بعده ، وكان صلىاللهعليهوآله يرى مواقع الفتن في بيوتهم ، وكان أخبر أهل بيته عليهم أنهم سيرون تطريدا وتشريدا ...!
(٣) التاريخ الكبير ٣ / ٩٦ ، أورد الإسناد وأوعز إلى المتن على عادته في كتاب التاريخ لأن الاهتمام فيه بتراجم الرواة.