ولا تدع الصلاة جماعة إلا من علة (٢٧) ، فإن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ، فإن كانت خلف عالم كانت بألف صلاة (٢٨) ، فإن كنت تتساهل (في هذا مثل) (١٢٩) الربح فأنت أحمق ، لأن من باع سلعة قيمتها مائة بخمسين عد غير رشيد ، هذا مع كون الربح ما يفنى ، فكيف بما يبقى ثوابه أبد الآبدين ، وإذا أضيف إلى ذلك ثواب الصلاة في المسجد الجامع فهي بمائة صلاة في غيره (٣٠) ، وإن لم تكن جماعة ، ولا صلاة لجار المسجد إلا فيه (٣١).
وروي أن المساجد شكت إلى الله تعالى من جيرانها الذين لا يشهدونها ، فأوحى الله تعالى إليها : وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، ولا نالتهم رحمتي ، ولا يجاوروني في جنتي (٣٢).
فإذا دخلت المسجد فابدأ أولا بركعتين " تحية للمسجد (٣٢) ، وكذا تفعل كلما دخلته ، إلا أن تخاف ضيق الوقت ، فابدأ بالفريضة ، وتأدت بها التحية.
ثم صل سنة الفجر ركعتين ، وقل بعدهما : اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي .. إلى آخر الدعاء (٣٤) ، فقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يواظب على ذلك.
فإذا فرغت من الدعاء فلا تشتغل إلى أداء الفريضة إلا بذكر أو تسبيح أو
__________________
(٢٧) روى الصدوق في ثواب الأعمال : ٢٧٧ عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام : «... ومن ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علة ، فلا صلاة له».
(٢٨) ذكر هذا القول في شرح اللمعة الدمشقية ١ : ٣٧٧.
(٢٩) كذا في المخطوط ، والصواب : في مثل هذا.
(٣٠) الفقيه ١ : ١٥٢ / ٧٠٣ ، ثواب الأعمال : ٥١ ، التهذيب ٣ : ٢٥٣ / ٦٩٨ ، روضة الواعظين ٢ : ٣٣٨.
(٣١) التهذيب ١ : ٩٢ / ٢٤٤.
(٣٢) أمالي الطوسي : ٢ : ٣٠٧.
(٣٣) معاني الأخبار ٢ : ٣٣٣ / ١ ، الخصال ٢ : ٥٢٣ / ١٣.
(٣٤) مصباح المتهجد : ١٦٤.