«جسم» : أنه «موجود» (٥٣).
ونقل الإيجي هذا التفسير عن بعض الكرامية ، ونقل التفسير السابق عن آخرين منهم ، فقال : ذهب بعض الجهال إلى أنه «جسم» فالكرامية قالوا : هو «جسم» أي «موجود» وقوم قالوا : هو «جسم» أي «قائم بنفسه» (٥٤).
وهكذا نجد التفاسير الثلاثة «للجسم» قد جمعها الأشعري في عبارة واحدة ، ونسبها إلى هشام ، وكأنها بمعنى واحد : الشئ ، والموجود ، والقائم بنفسه.
هذا ، ومن ناحية أخرى نجدهم يفسرون كل واحد من هذه الثلاثة بالمعنى الآخر :
قال ابن حزم ـ في معنى قولنا «شئ» ـ : إنه «الموجود» ثم قال : إن قالوا : هو «الموجود» صاروا إلى الحق (٥٥).
وقال الأشعري ـ في معنى : أنه تعالى «شئ» ـ : قال قائلون : معنى أن الله «شئ» : معنى أنه «موجودا» وهذا مذهب من قال : لا «شئ» إلا «موجود» (٦٥).
وقال الرازي : من قال : المعدوم ليس بشئ ، قال : الموجود شئ ، فهما لفظان مترادفان ، فإذا كان «موجود» كان «شيئا» (٧٥).
وذكر ـ في معنى. أنه «موجود» أقوالا ، منها :
٤ ـ «موجود» بمعنى : أنه «شئ».
٥ ـ «موجود» بمعنى. أنه «قائم بنفسه» (٥٨).
واحتمل القاضي عبد الجبار ـ في معنى «قائم بنفسه» :
١ ـ أنه «موجود».
__________________
(٥٣) مقالات الإسلاميين ١ / ١٢٤.
(٥٤) المواقف ـ بشرح السيد الشريف ـ : ٤٧٣.
(٥٥) الفصل ٥ / ٤٣.
(٥٦) مقالات الإسلاميين ٢ / ١٨٠.
(٥٧) لوامع البينات ـ للرازي ـ : ٣٥٧.
(٥٨) مقالات الإسلاميين ٢ / ١٨٥.