ربا فبذلك وصفوك ، تعاليت عما به المشبهون نعتوك (٢٠٥).
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ـ في جواب من قال : ما هو؟ ـ : هو شئ بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي «شئ» إلى إثبات معنى ، وأنه «شئ» بحقيقة الشيئية ، غير أنه : لا جسم ، ولا صورة ، ولا يحس ولا يجس ، ولا يدرك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ، ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيره الزمان. هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آله.
وقد روى هذا الحديث : هشام بن الحكم (٢٠٦).
وفيما قرره الإمام علي بن محمد الهادي عليهالسلام من الدين ، الذي عرضه عليه عبد العظيم الحسني. إن الله تبارك وتعالى واحد ، ليس كمثله شئ ، خارج عن الحدين : حد الإبطال وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسم الأجسام ، ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شئ (٢٠٧).
وقال الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام : ... لا تضبطه العقول ، ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة ، وكلت دونه الأبصار ، وضل فيه تصاريف الصفات ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور ، عرف بغير رؤية ، ووصف بغير صورة ، ونعت بغير جسم لا إله إلا الله ، الكبير المتعال (٢٠٨).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام :. تعالى الله عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك وتعالى بخلقه ، المفترون على الله ،. فانف عن الله البطلان والتشبيه ، فلا نفي ، ولا تشبيه ، هو الله ، الثابت الموجود ، تعالى الله عما يصفه
__________________
(٢٠٥) بلاغة الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام : ١٧
(٢٠٦) التوحيد ـ للصدوق ـ : ٢٤٤ ـ ٢٤٥.
(٢٠٧) التوحيد ـ للصدوق ـ : ٨١.
(٢٠٨) التوحيد ـ للصدوق ـ : ٩٨.