وهم ، والصواب فتح الباء والشين (١٤٢) ، لأنهما مفتوحان في قولك : يبر ويشم ، وعقد هذا الباب : أن حركة أول فعل الأمر من [جنس] (١٤٣) حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركا ، فتفتح الباء في قولك : بر أباك ، لانفتاحها في قولك : يبر ، وتضم الميم في قولك : مد الحبل ، لانضمامها في قولك : يمد ، وتكسر الخاء في قولك : خف في العمل ، لانكسارها في قولك : يخف (١٤٤) (١٤٥).
__________________
محمد القصباني ، له عدة مصنفات ، منها : درة الغواص في أوهام الخواص ، وهي عبارة عن ذكر الأوهام التي وقعت لبعض الأعلام مع ذكر ما هو الصواب لها ، مات سنة (٥١٦ ه).
المنتظم ٩ : ٢٤١ ، معجم الأدباء : ١٦ : ٢٦١ ، وفيات الأعيان ٤ : ٦٣ ، النجوم الزاهرة ٥ : ٢٢٥.
(١٤٢) في المصدر : «ويقولون للمأمور بالبر والشم : بر والدك بكسر الباء ، وبضم يدك بضم الشين ، والصواب أن يفتحهما جميعا».
(١٤٣) زيادة من المصدر.
(١٤٤) درة الغواص في أوهام الخواص : ٢٢.
(١٤٥) في هامش (ر) : «قلت : الفعل المضاعف الذي ماضيه فعل ـ نحو : رد وشد وعف وكل ـ إن كان متعديا مضارعه يأتي على يفعل بالضم في يرد ويشد ، وإن كان غير متعد فمضارعه يأتي على يفعل بالكسر نحو يعف ويكل. وما جاء على فعل ـ سواء كان متعديا أو غير متعد ، فالمتعدي نحو شممته وعضضته ، وغير المتعدي نحو ظللت وبللت ـ فالمضارع منها يفعل بالفتح ، نحو يشم ويعض ويلج ويظل ويبل ، وربما قالوا يبل بالكسر جعلوه من قبيل حسب يحسب ، ولا يأتي من هذا فعل بالضم ، قال سيبويه : لأنهم يستثقلون فعل والتضعيف. وقد يشتبه فعل يفعل هنا ، ألا ترى أنك تقول : حر يومنا وحر المملوك ، فلفظهما سواء ، وتقول في مستقبل حر يومنا : يجر بالفتح حرارا. وتقول : قر بالمكان يقر بالكسر قرارا ، وإن عنيت به قرة العين عند السرور بالشئ قلت : قر به عينا يقر ـ بالفتح ـ قرة. وأما الألفاظ المشتركة من يفعل بالضم ويفعل بالكسر فمنها : جد إن عنيت به القطع كان متعديا ، فقول : جد الشئ يجده جدا فهو جاد والأمر منه جد بالضم ، وإن عنيت به جد في الأمر إذا اجتهد كان لازما ، فتقول : جد يجد بالكسر والأمر منه جد بالكسر ومنها : فر إن عنيت به الكشف عن سن الدابة كان متعديا ، فتقول : فر عن الدابة يفر بالضم فرا ، وفر عن الغلام إذا نظر إلى ما عنده من العلم وإن عنيت به الهرب والفرار كان لازما ، فتقول : فر مني زيد يفر بالكسر فرارا. ومنها : صر إن عنيت به الشد كان متعديا ، فتقول : صر الصرة يصرها بالضم صرا والصر مصرور ، وإن عنيت به الصوت كان لازما ، فتقول : صر الجندب أو الباب يصر صريرا والأمر صر بالكسر والنهي لا تصر ، ملخص من كتاب شرح الملوكي ، وكتاب عبد الواحد بن زكريا. منه رحمهالله».