رحمهالله».
ومن الخواطر العالقة في ذهني أني دخلت يوما على شيخنا الأميني عائدا في مرض ألم به قبل نحو أربعين عاما وقبل تأسيس مكتبة أمير المؤمنين عليهالسلام بسنين فقال لي ـ وهو طريح الفراش ـ : (إن تاريخ ابن عساكر موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق ، وهذا الكتاب وحده مما ينبغي شد الرحال إليه ، ولو سافر أحد من هنا إلى دمشق لهذا الكتاب فحسب كان جديرا بذلك " وكان لأول مرة يطرق سمعي تاريخ ابن عساكر والمكتبة الظاهرية ، ثم دارت الأيام والليالي وأسس شيخنا ـ رحمه الله ـ المكتبة وأتيحت لي سفرة إلى سوريا في عام ١٣٨٣ وبقيت بها أكثر من ثلاثة أشهر ، تذكرت خلالها كلام شيخنا ـ رحمهالله ـ عن تاريخ ابن عساكر فصورته كله ، كما صورت من نفائس مخطوطات الظاهرية ما تيسر ، ورجعت إلى النجف الأشرف ، وأرسلت المصورات من بعدي في طرد بالبريد لمكتبة أمير المؤمنين عليهالسلام العامة ، ورحل هو ـ رحمهالله ـ إلى دمشق في العام بعده ومكث في الظاهرية فترة أفاد من مجاميعها وسائر مخطوطاتها ، وكان يقرأ المخطوط حرفيا وينتقي منه ويسجله بخطه في دفتر كبير سماه «ثمرات الأسفار» كما كان فعل ذلك في عام ١٣٨٠ في رحلته إلى الهند.
واتبعت أثره ـ رحمهالله ـ في أسفاري إلى تركيا وسوريا وغيرهما ، فكنت أقضي وقتي في المكتبات أقرأ المخطوطات وأنتقي منها وأسجل منتخباتي في دفاتر سميتها «نتايج الأسفار».
وحاصل الكلام أنه تجمع من ذلك كله مواد كثيرة لم تتهيأ من قبل وقد طبع مؤخرا من التراث الشئ الكثير مما كنا نعده مفقودا ، فعزمت على مقارنة ما يخص منه بحديث الغدير مع الجزء الأول من كتاب «الغدير» فكلما وجدت من صحابي أو تابعي أو أحد ، ممن بعدهما من طبقات الرواة من العلماء مما لم أجده في «الغدير» كتبته على نهج شيخنا ـ رحمهالله ـ من ترجمة موجزة وتوثيق ، وغير ذلك ورتبته حسب الوفيات وسميته «على ضفاف الغدير» ولما يكمل بعد ، وفق الله لإتمامه ، ويسر ذلك بعونه وتوفيقه.
وأشكر في الختام الشاب السيد المهذب أبا الحسن العلوي اللاري حيث كان