١٤ ـ ما جاء عن الإمام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه.
ورد في دعاء الندبة التي قد تنسب إلى الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ذكر حديث الغدير ، قال : «... فلما انقضت أيامه أقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليما وآلهما هاديا ، إذ كان هو المنذر. لكل قوم هاد ، فقال ـ والملأ أمامة ـ : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ...».
ويناسب المقام ذكر حكاية رواها الشيخ محمد السماوي عن السيد العالم الفاضل الأديب السيد باقر بن محمد بن هاشم بن مير شجاعت علي الرضوي الهندي النجفي ، المتوفى سنة ١٣٢٩ ، قال :
رأيت في منامي المهدي ـ عجل الله فرجه وسهل مخرجه ـ ليلة الغدير حزينا باكيا ، فجئت إليه وسلمت عليه وقبلت يديه ، وكأنه يفكر ، فقلت : يا سيدي ، إن هذه أيام فرح وسرور بعيد الغدير وأراك حزينا تبكي؟!
فقال : ذكرت أمي الزهراء وحزنها ، ثم أنشد يقول :
لا تراني اتخذت لا وعلاها |
|
بعد بيت الأحزان بيت سرور |
قال : فانتبهت من نومي ونظمت قصيدة في أحوال الغدير ، وذكرت الزهراء
__________________
ثم إن الشيخ ـ قدسسره ـ رواه بسند آخر إلى الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال [كذا] : حدثنا الحسن بن علي صلوات الله ... وذكر الخبر وفي ذيله : وسمعت [عن] جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : «خلقت من نور الله عزوجل ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبيهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار».
أقول : الظاهر وقوع التحريف في هذا الخبر ، ويشهد له أن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ـ وهو من أصحاب العسكري ـ لا يروي عن الصادق مباشرة في مضافا إلى أن رواية علي بن محمد ـ وهو شيخ الكليني (المتوفى ٣٢٩) ـ عن الصادق بواسطة واحدة في غاية الاستبعاد. والمظنون وقوع الخلط بين خبرين ، أحدهما : ما في الذيل ، فهو المروي عن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ـ وهذا الذيل غير موجود في نقل الكشي أيضا ـ والثاني : ما ذكرناه في المتن ، فإنه من توقيع الإمام الحسن العسكري عليهالسلام.