أميم لا تنكري حزني ولا وصبي |
|
والمرء لا زال في هم وفي تعب |
كفي العتاب فإن العتب مهلكة |
|
وما بقلبي يكفيني من العتب |
رماني الدهر حتى صرت من بلد |
|
أنحو لأخرى ومن واد إلى شعب (١١) |
مباعدا عن بني أمي وعن وطني |
|
وعن دياري وعن أهلي وعن صحبي |
حتى حللت بدار أهلها خلفوا |
|
أهلي وأصحابها زادوا على الصحب |
في كل ندب لهم ندب ونائحة |
|
على الحسين تبكي أعين السحب |
هذي منابرهم قد طاولت شرفا |
|
شمس الضحى وعلت في السبعة الشهب |
لهفي لسبط رسول الله من بكيت |
|
له العوالم في بدء وفي عقب |
فلست أنساه فوق الترب منجدلا |
|
وحوله من أباة الضيم كل أبي |
مصرعون على الرمضاء قد نسجت |
|
ريح الشمال لهم بردا من الترب |
وحولهم نسوة قد فطرت أسفا |
|
بفطر مهجتها صخر الصفا الصلب |
وبينهم زينب مثل العجول لها |
|
قلب بساعرة الأحزان في لهب |
تدعو فتدعو لها السبع الطباق أسا |
|
والكون أصبح داجي اللون في حجب |
ولست أنسى إمام المسلمين على |
|
مهزولة القود (١٢) محمولا بلا قتب (١٣) |
يقول : يا عمتا ماذا البكا ، فعلى |
|
ما قدر الملك الجبار فاحتسبي |
__________________
(١١) الشعب ، جمع شعاب : الطريق في الجبل ، مسيل الماء في بطن أرض؟ ما انفرج بين الجبلين. والشاعر حرك العين لضرورة الشعر.
(١٢) القود جمع قوداء : يطلق على الفرس وغيره ، يقال : قود يقود قودا الفرس وغيره : طال ظهره وعنقه فهو أقود.
(١٣) القتب ، جمع أقتاب : الرحل.